الحب والحرب

اليوم سأعلن اندلاع الحرب مابين قلبي وقلبك ، فهل ستفكرين بطريقة (( ميكافيلي )) وتحاولين تأجيل وقوعها ؟ ولكن ماذا ستكون مصلحتك من ذلك ؟ فأنت لن تتمكنين من تفاديها مهما حاولت إلى ذلك سبيلا .

إذا كان (( آل كابوني )) أشهر عصابة مافيا في التاريخ قد تم اتهامهم بكل حالة قتل حدثت عدا قائمة ضحايا الحرب العالمية ، فأنا سأكون مجرما أكثر منهم وأقبل بكل الإتهامات على حالات قتل جميع القلوب التي ستحاول الاقتراب منك ، وبذلك سأناقض نفسي من سخريتي على (( محمد اسكندر )) عندما ردد بأعلى صوته قائلا : (( اللي بيرميك بوردة براسو بخرطش فردي )) .

أما خطاب (( جون كنيدي )) الذي أكد في يوم من الأيام على ضرورة قيام الإنسانية بوضع حد للحرب ، وذلك قبل أن تضع الحرب حدا للإنسانية ، فهو خطاب أكل عليه الدهر وشرب ، فإمبراطوريات العشق التي لا يغيب عنها الحب ، نشأت إثر حروب عاطفية طاحنة .

وسأعتذر من (( أحلام المستغانمي )) بسبب رفضي لمقولتها عن تصفية الحسابات التي تحدث في كل حرب بين جيلين من البشر ويموت على أثرها جيل من الأشجار في معارك يتجاوز منطقها الغابات ، ففي الحرب كما في الحب ، لابد من وجود ضحايا قلوب ليس لها أي ذنب ، حتى نتمكن من احتلال قلب المحبوب والسيطرة التامة على كل مشاعره .

أهو الطمع ؟ الأنانية ؟ حب التملك ؟ وكما قالت (( أحلام المستغانمي )) في موضع آخر : (( من الأسهل أن نتقبل موت من نحب ، على تقبل فكرة فقدانهم واكتشاف أن بإمكانهم مواصلة الحياة بكل تفاصيلها من دوننا )) .

أم هو الإقدام وبكل شجاعة على الخطوة الأولى في الهجوم العشقي ؟ وثقة تتجاوز حدود المنطق بقوة ذلك القلب الذي يهتف بأشعار (( نزار قباني )) قبيل ساعة الصفر ، قائلا : (( أتحدى كل من إلى عينيك يا سيدتي قد سبقوني )) .

وهذا سيتنافى تماما مع مقولة أنيس منصور : (( ينفتح قلب المرأة لمن يدق عليه كثيرا )) فأنا لا أود الدق والاستئذان ، فقلبي رجل حرب يتوق إلى المجازر العاطفية ، ولن يتورع عن كسر باب قلبك الموصد بالخوف والتردد من مواجهته كفرسان شجعان في موقعة (( أم المعارك العشقية )) .

أنت لديك خيارين لا ثالث لهما ، ولكن ليس الموت أو المواجهة ، كما قال القائد الخالد (( طارق بن زياد )) لجنوده : (( العدو أمامكم والبحر من خلفكم )) ، ففي حربنا العشقية سيكون : (( قلبي من أمامك وروحي من خلفك )) .

وأنصحك بعدم التفكير في اللجوء إلى استراتيجيات الحروب الباردة ، فقلبي ليس له حلفاء يعيشون في مجاعات عاطفية ، لكي يلتفوا من حول قلبك ويساعدوه على التخلص من قلبي ، بل قولي لي بالله عليك ، كيف من الممكن لقلوب لا تزال تقتني أسلحة بدائية في الحب أن تقف في وجه صراعات القوى العاطفية العظمى ؟

إنني أمهلك للمرة الأخيرة ، وقد أعذر من أنذر ، إما حبي وإما عشقي وإما جنوني ، فأيهم ستختارين يا مليكتي ؟

هل حقا الحب يكون أجمل عندما يشبه الحرب في عنفها ؟

أم أن الحب يكون أجمل عندما يشبه السلام في هدوئه وسكينته واستقراره ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days