الحكومة المؤقتة لشؤوني المنزلية (( 2 ))

بعد الفشل الذريع لحكومة الطوارىء المؤقتة التي تم تشكيلها في الصيف المنصرم لتولي إدارة شؤوني المنزلية ، تعاود زوجتي الكرة مجددا وتسافر مع الأولاد إلى دمشق لقضاء عطلة منتصف السنة الدراسية عند أهلها .

بالطبع لم يطرأ أي تغيير يذكر على الوزراء المتواجدين في الحكومة الجديدة ، على الرغم من أن أداء بعضهم كان قد تسبب بكوارث عديدة في الصيف ، وجعلني أشعر بالخزي والعار عند عودة زوجتي .

فوزارة النظافة العامة والتي استحوذت على ثلث مخصصات موازنة الحكومة السابقة بداعي ارتفاع تكاليف استدعاء الخبير الباكستاني ، والذي كان من المفترض أن يتولى مهام تنظيف الأرضيات ودورات المياه والنوافذ ومكافحة الغبار الذي هاجم العديد من المناطق في المنزل ، كان يقوم بعمله في أوقات لايتواجد فيها مفتشي الوزارة للتأكد من كفاءة أدائه ، وهذا تسبب بكارثة كبرى عند عودة زوجتي ، إذ عج المنزل بالصراصير ، وتطلب ذلك جهدا مضنيا في مكافحتها ، ومجهودات مضاعفة في التهدئة من روع زوجتي ، والتي باتت صرخاتها على مدار الدقيقة كلما تحركت خطوة في المنزل ، لدرجة أنها كادت تقسم في أحد الليالي على مغادرة المنزل بعد ظهور السيد (( أبو بريص )) على سقف غرفة النوم ، والذي تمكنت من قتله بعد حرب شرسة دامت لأكثر من نصف ساعة ، وأنا أحاول فصل رأسه عن جسده بضربة موت قاضية .

ولم يكن الحال أفضل في أداء الوزارات الأخرى ، فوزارة تنظيف وكي الملابس لم تتعاقد مع الجهة الخارجية (( الدراي كلين )) والتي كان من المزمع الاعتماد عليها في تنظيف القمصان ، مع العلم أن مخصصات الموازنة العامة لهذه الوزارة كان قد تم توريدها إلى خزينتها ومن اليوم الأول ، إلا أن الوزارة آثرت الاعتماد على خبرات موظفيها ، وتوفير المخصصات لغايات أخرى في الوزارة ، وهذا أدى وبكل أسف إلى تكرار الكارثة المأساوية التي حدثت سابقا ، عندما تم دمج القمصان الفاتحة اللون مع القمصان الداكنة في حوض الغسيل وتلف العديد منها إثر اختلاط الألوان فوق بعضها البعض .

وزارة الطعام والشراب طالبت بعد عشرة أيام من تشكيل الحكومة السابقة بزيادة لمخصصاتها ، والسبب هو فشلها في تنفيذ الخطة الثنائية الأبعاد ، والتي كانت تهدف إلى تناول وجبتي الإفطار والغداء عند والدتي ، والتخلي مطلقا عن وجبة العشاء ، إذ لم يتم التقيد بتلك الخطة ، وحصل العديد من التجاوزات فيها ، فلقد تم تناول وجبات الغداء في كثير من الأحيان في المطاعم ، وكذلك فشلت الوزارة في مقاومة زقزقة عصافير البطن في المساء ، وهذا ساهم في زيادة أعباء نفقات الوزارة بسبب وجبات العشاء المتكررة ، والذي بدوره تسبب في زيادة حدة الإنتقادات الموجهة إلى وزارة المظهر العام بعد تراكم الشحوم والدهون في مختلف أجزاء الجسد وتعاظم حجم (( الكرش العربي )) ، وليس هذا وحسب ، بل حصل وبكل أسف عجز كبير في موارد وزارة الدخل الشهري ، ولم تنجح في تنفيذ مهامها المنصبة في إدارة وتنظيم نفقات الراتب وتوزيعها بشكل عادل ومتوازن على مدار الشهر .

خمسة أيام مضت لغاية الآن على إعادة تشكيل الحكومة ذاتها ، وبالرغم من كل الكوارث التي تسببت فيها ، فقد حصلت على دعم غير مسبوق من مجلس الشعب المنزلي ، وهذا كان كافيا لها لعدم تكبد أي عناء في عقد اجتماعات للتباحث حول خطط إدارة وتنظيم شؤون المنزل للمرحلة القادمة ، ولا أعتقد أن محاولات حركات المعارضة لإسقاط هذه الحكومة ستجدي نفعا ، فليس هنالك من حكومات بديلة ستكون أفضل في أدائها وإخلاصها وتفانيها بالعمل لمصلحة المنزل ، فالحكومات في المنازل العربية شعارها : (( مصلحتنا أولا ومصلحة المنزل أخيرا )) .

Followers

Pageviews Last 7 Days