صورة حبيب الماضي المزيفة

بينما كان يجري جولته التفقدية المعتادة على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي الأول على الشبكة العنكبوتية (( الفيس بوك )) لاحظ وجود رسالة في بريده الخاص تحمل توقيع فتاة يبدو من حروف اسمها أنها (( بولنديه )) .

وبالفعل كانت توقعاته في مكانها ، فلقد كانت الفتاة بولندية الأصل (( لندنية الإقامة )) ولم تتجاوز رسالتها الفقرة الواحده ، تحمل بين حروفها عرضا بمشروع تعارف وصداقه .

لم يشعر كثيرا بالاستغراب من تلك الرسالة ، والسبب هو عنوان إقامته الوهمي المعلن على بطاقة تعريف هويته في ذلك الموقع الالكتروني ، فهو يدعي أنه موجود في بولندا على الرغم من أنه لم يذهب مسبقا إليها ، ولكنه تعمد فعل ذلك على أمل إيجاد حبه الضائع من فتاة بولندية رحلت من حياته بسبب ظروف عائليه .

يجيب على فقرة رسالتها الواحدة بتساؤل واحد ، فيما إذا كانا يعرفان بعضهما البعض من قبل هذه الرساله ؟

فتكون إجابتها أن فضولا أصابها لمعرفة قصة تواجده في بولندا ، فيجيبها دون تردد أنه في مهمة بحث عن حبه الضائع ، فتتمادى في فضولها ليروي عليها تفاصيل تلك القصة بحذافيرها ، وتعرض عليه المساعدة في إيجادها من خلال بعض المواقع البولندية المتخصصة في التواصل الإجتماعي .

ولكن عدوى الفضول بدأت تدريجيا بالانتقال إليه لاستكشاف بعض التفاصيل المتعلقة بحياتها ، لتبدأ بعدها الرسائل تتراشق من هنا وهناك ، وليكتشف كلاهما مدى تشابه التجارب العاطفية السابقة التي كانت في حياتهما ، فهي كانت تحب شابا عربيا كذلك خلال سنوات دراستها الأولى في (( انجلترا )) ولاتلبث مع مرور الوقت بالإفصاح له عن كل تفاصيل تلك العلاقة وكيف كانت نهايتها بسبب اختلافات الثقافات والعادات والتقاليد التي أحدثت الشرخ الذي أطاح بذلك الحب من جذوره .

مع مرور الوقت والأيام أصبح كل منهما يرى في الآخر مرآة معكوسة لصورة الحبيب السابق ، واسترسلا في خيالهما معتقدان أنهما يعيشان علاقات حبهما الضائعة من جديد ، إلا أن الاختلافات سرعان ما بدأت بالظهور ولم تكن في العادات والثقافات فقط ، بل كانت أيضا بالشخصيات التي لم يكفي فيها تطابق جنسية حبيب الحاضر ليكون صورة طبق الأصل عن حبيب الماضي .

وهكذا انتهت الحكاية بشكل سريع بعد أن اكتشف كلاهما أنه صورة مزيفة لحبيب الماضي الذي لن يعود .

ولكن التساؤل يبقى مطروحا في سلوكيات العديد من الأشخاص الذين يستمرون في البحث عن مواصفات تتشابه مع حبيب سابق سواء كان ذلك في الشكل أو المهنة أو الجنسية (( النشأة البيئية )) ، معتقدين أن التطابق في مثل هذه الأمور يضمن التطابق في الخصائص الشخصية من الداخل ويضمن كذلك التناغم الفكري الذي يكون قد حدث في السابق .

كثيرة هي الحالات التي نجد فيها أن شخصا كان يحب مضيفة طيران على سبيل المثال وبعد انفصالهما لا يبحث إلا عن مضيفة طيران أخرى ليرتبط بها ، أو فتاة كانت تحب طبيبا ولم يجمعهما النصيب في بيت واحد ، فتجدها وبشكل عفوي أو مقصود لا ترتبط بعدها إلا بطبيب آخر .

وعلى ذلك نستطيع القياس لكثير من الحالات الأخرى سواء في البحث عن ملامح شكلية متشابهة للحبيب السابق ، أو من خلال البحث عن أصول بيئية متطابقة تضمن تواجد نفس العادات والتقاليد في الحبيب الجديد ، فإذا كان الحبيب السابق أسمر البشرة فيبقى الإصرار في التجارب اللاحقة على الأسمر ولا أعتقد أنه من الممكن البحث عن رديف لذلك الحبيب من خلال شخص أشقر ، وكذلك فإذا كان الحبيب السابق من الريف فلن يتم البحث في التجربة اللاحقة عن حبيب من المدينة ، والحالة ذاتها تنطبق عند الحديث عن البيئات المتشابهة على مستوى الأقطار والبلاد .

ولكن لماذا لا يتجنب الأشخاص في أثناء بحثهم عن حب جديد تلك الخصائص المتشابهة للحب القديم ؟

ألا يعتبر فشل العلاقة السابقة مسوغا للبدء من جديد في علاقة يكون بطلها أو بطلتها على النقيض التام لمواصفات الحبيب السابق ؟

ورق الورد

منذ زمن ليس بالبعيد ، كنت أعتقد أن صمت المرأة يوحي بالإيجاب والقبول عند سؤالها عن إبرام معاهدة عشقيه ، أما الآن فبدأت أقتنع أن لصمتها أسبابا ومسببات أخرى ، تحمل في ثناياها بشائر الرفض التي تأبى أن تكون مسموعه ، بسبب خوف أو خجل أو حرج ، من جرح مشاعر بريئة ليس لها في كل ذلك من ذنب .

نعم لقد كرهت كل الجمل الضبابية التي تحجب الرؤية الإدراكية عن كل مسارات اليقين ، كي لا أنزلق مجددا في منحدرات الشك والاحتمالات المتعدده ، فلقد سئمت لعبة تمزيق أوراق الورود التي عادة ماكانت تنتهي بورقة إجابة النفي القاطع في (( أن امرأتي لا تحبني )) .

مشكلتي كانت دوما مع عالم النساء أنني لم أصادف امرأة تتقن قراءة احزاني ، فأنا لم أكن أبحث عن امرأة ذات منصب وجمال ، بل كنت أريدها بحجم أحلامي التي لم تتعد تلك الروح الهائمة التي كانت تبحث عن الدفء والحنان .

ما كان يحدث معي أنني كنت دائما أنا الطبيب الذي يتوجب عليه أن يبذل أقصى مجهود ممكن لإنقاذ حياة مريض كان يكتفي بعد تعافيه من سقمه وأحزانه بمجرد وداع بارد .

وفي أحيان أخرى كنت كالبنك الذي يقدم قروضا غير قابلة للاسترداد ، فيضطر المستفيدون منها أن يجاروا متطلباتها ولايفكرون أبدا بمحاولة إعادة تسديدها ولو حتى بكلام كاذب .

وبعد أن اتخذت قرار العزلة عن كل النساء ، شاءت الأقدار أن نلتقي بطريقة أغرب حتى من الخيال ، وكنت لا أصدق نفسي أني التقيتك بعد كل هذا العمر من اليأس والخيبات ، ولكن تذكرت أن هذه الدنيا دوما تعاكسني في كل الاتجاهات .

لقاؤنا أتى في زمان انتهت فيه المعجزات ولم يعد فيه للقلب من سطوة على أحكام العقل والمنطق ، ولذلك أنا لا ألومك لأنك كنت ترفضين مصارحتي بحقيقة ماهو مكتوب على ورقة الورد التي كانت بحوزتك .

كم من الأسئلة التي تثور في عقلي في هذه اللحظات ، ولا أدري إن كنت أرغب بمعرفة الإجابة عليها ، ولكني لن أصمت عنها بعد الآن .

فلست أدري إن كان صمت النساء يعني القبول أم الرفض ؟

وهل هو حقا ضعف أم قوة ؟

لماذا يأتي هذا الصمت في أوقات مصيرية ؟

ولماذا لا يستطيع الرجال في المقابل مبادلة ذلك الصمت بصمت مشابه ؟

أهي قوة الرجال في مثل هذه المواقف ؟

أم هي لوعتهم أمام النساء عند انتظار إجابة مصيرية ؟

أعتقد أن لعبة أوراق الورد ليست إلا محاولة يائسة يتم من خلالها الهروب إلى عالم الأحلام التي ستبقى دوما مستحيلة .

مشاهداتي الرمضانية

المشهد الأول :

إشارات مرورية على الرغم من كفاءة عمل الضوء الأحمر فيها إلا أنه أصبح عاجزا عن منع تدفق السيارات التي لم تعد معنية بالتوقف عنده (( فالصيام لا يقف عند الضوء الأحمر )) .

المشهد الثاني :

مستهلك لايمكن حمايته بتوعية ولا إرشاد ، فمعدته تشبه المرأة الحامل في فترة (( الوحام )) ، ولديه استعداد في جلب لبن العصفور لها ، وسيتجاوز في سبيل ذلك كل قوانين التسعير التي ستفقد توازنها سريعا بين حجم الطلب المطرد في الارتفاع وحجم العرض المصطنع في الانخفاض من خلال ممارسات احتكارية لايتم اتقانها إلا في شهر الصيام .

المشهد الثالث :

موظف في مواجهة مباشرة مع مواطن يلتمس الإسراع في تلبية خدمته وحاجته ، ولكن برنامج ختمة القرآن الكريم الذي اجتهد الموظف في إعداده ، يتطلب من ذلك المواطن الخشوع في الإنتظار حتى لايكون سببا في حرمان الموظف من الأجر والثواب .

المشهد الرابع :

أشخاص مواظبون على صلاة الجماعة في المسجد طوال العام ولكنهم كلما حضروا للصلاة في شهر الصيام يبدأون بهز رؤوسهم وقلب شفاههم مستنكرين صفوف المسجد التي لم تعد خالية ، فيصلون على الحبيب المصطفى أمام الجموع ، وعند خلوتهم بشياطين أنفسهم يستهزئون بكل من لم يكن في صلاة الجماعة قبل رمضان ويطلقون أحكامهم بأن هؤلاء يعيشون نزوة إيمانية عابرة ستكون سريعة الزوال .

المشهد الخامس :

مفرقعات تفيض بها (( دكاكين الحارة )) ولاتباع إلا للقاصرين والأطفال ، وعلى كل سيارة تعبر شوارع الحارات ليلا في رمضان أن تكون مطمئنة لصوت ( الطرقعة ) الذي سينبعث من أسفلها ، فليس السبب في ذلك عطل في إحدى محركاتها بل سببه العطل الذي أصاب عقول أهالي هؤلاء الأولاد في التوجيه والتربيه .

المشهد السادس :

أساليب الدعاية والترويج تلاحق كل المناسبات على مدار العام ، وفي رمضان تكون كتيبات (( الإمساكية )) هي أبرز تلك الوسائل المستخدمة في التسويق لمختلف السلع والمنتوجات ، ولكن في هذا العام كان (( للإمساكية )) مآرب دعائية أخرى تهدف للترويج إلى فروسية الفرسان المرشحين لاجتياز بوابات قبة مجلس الأمة في سباقها الانتخابي المرتقب .

المشهد السابع :

اختصارات بلغت ذروتها في التواصل بين الأصدقاء في شهر الصيام ، فبعد أن كانت لا تتم إلا بوليمة إفطار تجمعهم ، بدأت تتحول بشكل تدريجي إلى مكالمات تهنئة بقدوم الشهر الفضيل وما لبثت أن أصبحت تتم برسالة الكترونية أو هاتفية من خلال مرسل واحد ومجموعة من المستقبلين الذين يتم اختيارهم من ذاكرة الأسماء التي غيرت مكان إقامتها من عقل بشري كان يحفظها إلى عقل هاتف أو حاسوب لايكترث بأمرها .

المشهد الثامن :

بنات الحاره عدن بسيارات عملاقة تحمل لوحات الدول النفطية و بلاد العم سام ، و أولاد الحارة يجلسون على السور ذاته ، منتظرين موسما رمضانيا آخر ، يمكنهم ولو لمرة واحدة في حياتهم من التفوق على بنات الحارة في لعبة تحقيق الأحلام .

قاعدة التاجر المفلس

(( التاجر بس يفلس بيرجع للدفاتر القديمة ))

عندما تغلق الحياة أبوابها في وجوهنا وتصدمنا بواقعها المختبىء وراء ستار أيام المستقبل ، نجد أنفسنا نهرب وبشكل لا إرادي للبحث عن ذكريات الماضي علّها تعيد لنا بعضا من الأمجاد التليدة التي كنا نتباهى بها .

وفي لحظة اجتياح مشاعر الضعف والانكسار ، يبدأ شريط ذكريات الإنسان بالعودة إلى المواطن التي كان يتسيّد بها نشوة أيام سارت في دوامة رياح رغباته كما كان يشتهي وأكثر .

فذلك عجوز يتحسر على أيام شبابه ، وذلك فقير معدم يفتقد أيامه الخوالي ونقوده التي تراقصت طويلا في جيوبه ، وهناك تتوقف أمام المرضى وهم يتأملون تاج الصحة على رؤوس الآخرين و يتذكرون أيام صحتهم وعافيتهم ويتمنون لو أنها تعود مجددا ، ولكن توقفك الطويل يكون أمام دعاء تلك الأنثى التي ذهبت إلى صلاة التراويح لأول مرة في حياتها بعدما بدأ العمر يهرول مسرعا بها دون زواج ، فهي تجاوزت الآن الثامنة والعشرين من عمرها وتشعر بندم شديد على ذلك الرجل الذي أصرت على رفضه في الماضي وتعذيبه بشتى الوسائل والأساليب بحجة أنه يتوجب عليه أن يجتهد في سبيل الوصول إليها ، فيكون بذلك جديرا بالارتباط بها .

القصة تعود جذورها إلى أكثر من عشرة أعوام عندما كان ذلك الشاب يتغيب عن المحاضرة الأخيرة في جدول دوامه الجامعي ، لكي يتمكن من رؤيتها وهي تغادر بوابة المدرسة التي كانت ستغادرها وإلى الأبد بعد عدة شهور ، فهي في السنة الدراسية الأخيرة و ليس لديها طموحات كبيرة في إكمال تعليمها الجامعي وتفضل فرصة ارتباط ذهبية مع رجل كامل الأوصاف المادية والعاطفية ، وكان ذلك الشاب بالفعل يرضي طموحات أحلامها العاطفية ولكنه لم ينجح بعد في اختبارات طموحاتها المادية .

وهي كانت تدرك تماما بمجرد النظر في عينيه أنه لن يبتعد عنها أبدا وسيستمر في ملاحقتها واستجداء موافقتها على الارتباط به ، ولكنها قررت وبدهاء أنثوي لا يخلو من المخاطره ، أن تتحدث مع هذا الشاب على الهاتف وتكتشف شخصيته أكثر وبذات الوقت لكي تتمكن من استدراجه في معرفة وضع عائلته المادي .

وبعد أن تمكنت من معرفة كل ماكان ينقصها من معلومات ، استنتجت أن هذا الشاب لن يرضي طموحاتها المادية ولذلك قررت أن لا تتكلم معه مجددا وأن تبتعد عن حياته وبدون سابق إنذار ، وتزامن قرارها هذا مع نتائج الثانوية العامة التي لم تؤهلها إلا لدخول معهد إداري لعلوم السكرتاريا .

سخرية المصادفات تقود ذلك الشاب إلى التواجد في شارع ذلك المعهد في يوم من الأيام ليشاهدها وهي تخرج من هناك ويعيد قصة انتظاره لرؤيتها مجددا بعد خروجها من بوابة المعهد كما كان ينتظرها في كل يوم أمام بوابة المدرسة .

ولكنها في هذه المرة لم تحاول أبدا النظر في عينيه لأنها مطمئنة لحبه وهيامه المطلق بها ، وبذات الوقت فهي تجد في المعهد بعض الزملاء الذين قد يتمكنون من إرضاء متطلباتها المادية والعاطفية معا ، ولذلك فهي لن تغامر مجددا بالتحدث مع ذلك الشاب بل ستكتفي بوقوفه منتظرا أمام البوابات وستبدأ هي رحلتها في البحث عن رجل بأبعاد ثنائية متناسبة مع طموحاتها .

الشاب عاجز عن فك رموز سلوكياتها الغريبة معه ولكنه قرر أن يتخذ الخطوة الحاسمة ويتقدم لخطبتها ومع أنه كان لايزال على مقاعد الدراسية الجامعية ، إلا أن أمنياته البريئة جعلته يعتقد أنها ستفرح بتلك الخطوة وتتأكد من صدق مشاعره ومحبته لها ، ولكن والدته وبكل أسف عادت وهي تحمل وراء ظهرها إجابة الرفض وحاولت أن تراوغ ولدها كثيرا في معرفة تلك الحقيقة خوفا من الحزن الذي سيصيبه إذا علم بأنها ترفضه ، إلا أن مرور الوقت والأيام دون قدوم والدتها لزيارة محتملة لوالدته كانت كفيلة بمعرفته للحقيقة .

خمسة أعوام تمضي فيلتقيان مجددا في ( سوبرماركت ) ، هي تعمل فيه كأمينة صندوق وهو أصبح موظف في بنك مرموق ، هي لاتزال دون زواج ، وهو قد تزوج وأصبح لديه أولاد .

تفرح برؤيته وتشكر رب العالمين الذي استجاب لدعواتها في صلاة التراويح ، تتظاهر أمام الشاب بأنها كانت تعتقد أنه خارج البلاد ، وهو ينظر لها ولايصدق مايرى ، فبعد كل الجفاء والرفض والمحاولات الفاشلة في الوصول إلى قلبها ، تعترف هي الآن وبكل بساطة أنها لم تتزوج لأنها كانت بانتظار عودته من السفر ، ولكنه يخبرها بحقيقة لم تكن تتوقعها ، في أنه قد تزوج وأصبح لديه أولاد ، فتنظر إليه نظرتها المعتادة وتقول له : (( أنتم الرجال لا تعرفون معنى الحب ، فلو كنت تحبني حقا كما كنت تتظاهر لما تزوجت أبدا غيري ، ولبذلت مجهودا أكبر في محاولاتك للوصول لي والإصرار على الإرتباط بي ، ولكنك لم تكن تحبني )) .

زمردة ومنتديات هنا العراق


يقولون : (( رب صدفة خير من ألف ميعاد )) و لكن سخرية المصادفات وبعد تواطئها مع محرك البحث العملاق ( جوجل ) كانت تضرب لي موعدا لاكتشاف أمر لربما كنت أفضل عدم اكتشافه ، وعلى الرغم من أنني لا أنكر غضبي الشديد لما حدث ولكن ليس هدفي من الادراج مهاجمة أي شخص ولكن هو مجرد تساؤل كنت قد سألته في إدراج سابق عن هوية هذا المجتمع الذي لم تعد له من معالم واضحة ، وعلى مايبدو أنني بدأت اكتشف الإجابة ، فالخلل ليس بالمجتمع بل بالأفراد الذين يتشبثون بتقليد كل مايصادفونه في طريقهم دون مجرد المحاولة لتمييز شخصياتهم وأفكارهم الخاصة .

أنا صدقا لست ضد أي شخص يقرأ مقالا في أي مكان وتعجبه فكرته ويبدأ بالانطلاق والبناء من خلال تلك الفكرة في صياغة مقال يعكس شخصية ذلك الإنسان وطريقة تفكيره ووجهة نظره ولكن أن يقوم بنسخ مقال بكامله ويضعه في منتدى ولايشير أن ذلك المقال منقول ، فهذه السلوكيات إنما تدل على أن العرب يريدون أن يحصلوا على كل شيء دون بذل أي عناء أو مجهود .

(( زمردة )) و هو بالتأكيد اسم مستعار لتلك المشرفة الموجودة في منتديات هنا العراق ، والتي وبكل أسف قامت بنسخ ثلاثة إدراجات من مدونتي ووضعتها كمشاركة في المنتدى ودون أن تذكر أن تلك المواضيع منقولة والغريب أنها كانت تتلقى تعليقات الاعجاب من المعلقين بكل سعادة وكأنها هي من كتبت تلك الادراجات .

حقا شيء مؤلم جدا ، أنا أردت فقط أن أبعث برسالة لجميع زملائي من المدونين والمدونات بضرورة توخي الحذر من تعرضهم لتلك الممارسات وبذات الوقت لكي أؤكد أن المجتمع العربي الكبير طالما تواجد فيه أشخاص يريدون أن يحصلوا على كل شيء دون مجهود فسنظل في هاوية المذلة إلى أبد الآبدين .

هذه روابط المشاركات المسروقة من مدونتي والتي تم وضعها في منتديات هنا العراق من قبل المشرفة (( زمردة )) على اعتبار أنها صاحبة تلك المواضيع :
- حرب غير متكافئة على قلب امرأةhttp://www.iraq-here.com/vb/showthread.php?p=215565

ذكريات الغروب

في رمضان كلما بدأت الشمس بوداع السماء في ساعة الغروب ، تستيقظ ذاكرتي على أصوات أيام قادمة من ماضي ثلاثة عقود ، أولها طفولة بريئة وأوسطها مراهقة طائشة وثالثها رب أسرة بمسؤوليات كبيره .

فساعة الغروب تمضي كعمر بأكمله بين لحظة انتظار إمساك كوب من الماء ليروي ظمأ العروق وبين شريط الذكريات الذي يعبر أمامي ثلاثين يوما في تقويم تعداد الأيام الطبيعية وتسعمائة سنة في تقويم ذاكرتي الانتقائية .

في طفولتي كنت أسابق الأيام لأكبر ، وفي مراهقتي أفرطت في ذلك السباق لأتزوج ، والآن أتجنب ذلك السباق الذي يقف على أعتاب خطوط نهايته شيخوختي أو موتي .

في رحلة ذكريات الغروب أشفق على مقاعد مأدبة الإفطار التي أتعبها الشوق لمن هجرها إلى سرير في جوف الأرض ، ولمن استبدلها بمقاعد الغربة بحثا عن راحة ظهور الأيام المنهكة من ( روماتيزم ) الأرزاق الذي استعصى علاجه .

في لحظات الغروب أواظب على تكرار حيرتي من تلك السياسة التي سئمت منها في إعادة البحث عن بدائل للأحلام المهدورة و البدء بشحذ عزيمتي والاستعداد لمشاريع تحقيقها مع نهاية الشهر الفضيل .

عند الغروب أتذكر ذلك الخنجر الذي طعنني وطعن العديد من النساء في معارك القلوب الدامية التي نشبت بيننا ، والتي كنت دوما عندما تضع أوزارها لا أشعر بنشوة النصر ولا بمذلة الهزيمة ، وإنما أحافظ على قناعاتي في أن الدنيا ( قسمة ونصيب ) ولن نأخذ منها إلا ما هو مكتوب لنا .

لا أنكر أنني كنت أحاول كثيرا الهروب من ذاكرة الغروب في رمضان إلى طوابير ( التمر هندي والسوس والليمون أوالقطايف والحمص والفول ) والتي تتكفل مشاجراتها اليومية في إخماد نيران ذاكرتي وإشعال فتيل لساني الذي يتورط في كثير من الأحيان فيها عندما تبدأ بشخص يقحم نفسه في بداية الطابور أو شخص تتعالى صيحاته للإسراع في تلبية الجموع الغفيرة قبل وصول المؤذن للمسجد ، ولكني عند احتدام وطيس تلك المشاجرات تنحصر أمنياتي في العودة إلى سجون معتقلات ذاكرتي التي لن أتورط فيها إلا بمشاجرة نفسي .

اللقاء مع ذاكرة الغروب في الماضي كان مرتبطا بالحزن على لحظات سعادة غرقت في محيط الأيام ولكن ذاكرة الغروب الآن لا تحمل في طياتها إلا الخوف من أن يكون حزن الماضي بمثابة سعادة وهناء عند مقارنته بالحاضر والمستقبل .

قد أكون اتخذت القرار في هذا العام للهروب من ذاكرة الغروب إلى طابور التدوين في مواجهة مباشرة بين صمتي وقلم بوحي لأنني أتمنى الانعتاق من ذكريات الغروب ، بل و أتطرف في أمنية ولادة ذاكرتي من جديد ولكني سأرفض أن تكون مرتبطة بعد الآن بلحظة الغروب بل أريدها مشرقة مع شمس كل يوم جديد ، لأتمكن من كسر كل قيود التشاؤم و أفلح في إبرام المصالحة بين أرادتي و استجابة القدر .

أحقا سيتمكن قلمي من قتل ذاكرة الغروب ؟

أحقا في الكتابة وحدها أستطيع حفر مقابر جماعية لذكريات أود التخلص منها ؟

كم أخشى من معاقبة نفسي بالصمت مجددا بعد أول جريمة كتابية سأقترفها ......

أعرف أني احتاجكِ


-
أعرف أني احتاجكِ .. عند كل صباح .. حين أصحو من نومي على حلم جميل كنتِ بطلته الوحيدة .. حلم أتقنتُ خلاله كل ما تعلمتُ من رومانسية .. و أبدعتُ فيه بكل فنون الحب التي تعلمتها يوما .. حلم كان جنتي التي جمعتني بكِ .. كان عالمي الذي لونته الحياة بكل ألوانها المفرحة لأنكِ فيه .. كان أسطورة طالما ما حلمت بها .. فيها فتاة جميلة تُعرف بحبيبتي .. و رجل وهن من ولعه بها .. يكون أنا .. أحب أحلامي لأنها دوما عنكِ .. أتذكر تفاصيلها بكل دقة لأنك لا تفارقين تفصيلة واحدة منها
-
أعرف أني احتاجكِ .. عندما أصحو من نومي على كابوس مزعج .. أشعر معه بصعوبة الاستمرار فى الحياة .. بصعوبة الحصول على قليل من الهواء .. شعور خانق بصدر لا يتمدد .. بقلب لا يعرف الهدوء .. بذهن أثقلته الكوابيس و عذبته الصور الموحشة .. أشعر بوحشة لا يؤنسها سوى تمتماتي ببعض الآيات القرآنية التي أحفظها عن ظهر قلب .. و كلماتكِ فى أذني , تخبرني بحنان أنكِ هنا معي .. من أجلي .. أنكِ لن تتركيني .. أنكِ تحبينني .. تجلعني أدرك جيدا .. أن الحياة جميلة لأنك فيها
-
أعرف أني احتاجكِ .. حين أكون سعيدا .. بانتصار حققته .. بنجاح أصبته .. بوجهة نظر أثبتها .. بيوم عيد أتذكر معه طفولتي .. بكلمات اطراء سمعتها .. بلوحة أخرى مميزة انتهيت من تلوينها .. بأغنية جميلة لمستنى كلماتها .. بهدية ما حصلت عليها وكنت أنتظرها ... سعيد بإحساسي أنني رجل محظوظ لامتلاكي فتاة مميزة جدا مثلكِ .. سعيد بكوني حزت قلب امرأة تملك جمالكِ .. حبكِ .. روحكِ .. إيثاركِ .. تقديركِ لي .. خوفك عليّ .. سعيد لأنكِ دوما معي
-
أعرف أني احتاجكِ .. حين تظلم الدنيا من حولي .. حين تلفظني بشدة .. حين تتأزم مواقفي و أموري .. تتعقد حلولي و استنتاجاتي .. تتباعد انجازاتي وطموحاتي .. تتكاثر همومي و مشاكلي .. تخنقني اضطراباتي و نزاعاتي .. حين أدخل فى معارك أفتقد إلى خبراتها .. حين أترَكُ فى مواقف تخونني فيها جرأتي .. حين يغلبني حزني .. يحاصرني يأسي .. لحظات كادت تقتلني مرارا و تكرارا .. لولا وجودك معي .. لحظات كانت كافية لتحطيم إيماني و تشتيت عواطفي .. لولا وجودكِ معي حبيبتي
-
أعرف أني احتاجكِ .. حين أكون وحيدا .. أتحدث مع نفسي دون جدوى .. أقضى ساعات و ساعات بحثا عن كلمة تعرفني .. بحثا عن عين تعرف كيف تراني .. عن أذن تعرف كيف تسمعني .. عن فكر متفتح يفهمني ... أعرف أنى فى وحدتي أكون سوداويا .. عاجزا عن التفكير .. متخبطا إلى أقصى درجة .. أحمقا بالغا يعرف كيف يخرّب أموره .. فتى صغيرا باكيا لا يتورع عن ذرف دموعه حين تشتد عليه الأمور .. رجلا آخر يستنكر على نفسه الضعف فيكذب .. لكن صوتك يأتي وسط كل هذا ليبدده فى لحظات .. أدرك معه أنني لست وحيدا ما دمت هنا .. لست ضعيفا مادمت خلفى
-
أعرف أني احتاجكِ .. حين أكون وسط الناس و لستِ معي .. أعرف وقتها أن أنفاسي لا تكتمل .. أن دقات قلبي لا تنتظم .. أن عيناي الزائغتين لا تتوقفان عن تمشيط المكان بحثا عنكِ .. أن فى داخلي يقين تام بأنكِ لا بد موجودة .. أعرف هذا ربما .. لأنني لم أعد أصدق وجودي فى مكان لستِ فيه .. أعرف هذا لأنني أدرك قيمة وجودكِ معي .. تعلمينني الحب .. تعلمينني الحياة .. أنتِ قرينتي .. أنتِ أيقونتي .. أحب أن تكوني معي .. أحب أن أتباهى بكونكِ حبيبتي .. أحب أن نكون معا ... و فقط
-
أعرف أني احتاجكِ .. حين أشاهد فيلما رومانسيا من تلك التي اعتدت رؤيتها .. أحداث متتالية .. تحمل معها كثيرا من المحفزات .. تتفنن فى إثارة مشاعري .. تغير من حالتي .. تأخذني أخذا إليكِ .. أضحك كثيرا وأنا أرى مشاهدهم الرومانسية الساذجة و أتمنى لو رأوكي ليعلموا كيف هو الحب .. وماهية الرومانسية .. أتأثر فى أوقات أخرى وأنا أرى لقطات تمنيت لو كانت بين وبينكِ .. تحمل تلك المشاهد كثيرا من شجوني و عاطفتي .. تأثري و انبهاري .. لكنها دوما ما تعود لتتحدث عنكِ أنتِ
-
أعرف أني احتاجكِ .. فى حفلات زفاف أصدقائي .. لا أعرف سر اعتقادي الدائم بأنكِ ستكونين العروس الأجمل من بين كل تلك اللاتي رأيتهن .. لن تعرف أخرى كيف تنزل درجات السُـلم مثلكِ .. لن تعرف كيف تراقصني على تلك الموسيقى الهادئة .. لن تعرف كيف تثبت ناظريها إلى عيني .. لن تعرف كيف تبادلني تناول حلوى زفافنا .. لن تعرف كيف تضحك .. كيف تتأثر .. كيف يكسوها الخجل وأنا أقبلها قبلتي الأولى .. كيف تتوارى عن نظرات الآخرين بين ذراعيّ .. كيف تذرف بضع دمعات ونحن نغادر معا لنبدأ حياتنا من جديد .. نبدأ حياتنا التي كنا ننتظرها كثيرا جدا
-
أعرف أني احتاجكِ ... فى كل لحظة
-
أعرف أني احتاجكِ ... لأنكِ باختصار ... حيــــــــــاتي
-
-

أن تراه قريب

-
من رأى كأنه يموت، فقد دنا أجله
-
هذا ما يقولونه .. هذا ما يدعون أنه يحدث .. و هذا ما عليّ تصديقه
-
أن ترى أنكَ تموت فى منامكَ .. باستمرار و لعدة أيام .. هو شعور مقبض
-
أن تكون ميتاتكَ بشعة .. دموية .. مؤلمة .. هو أيضا شعور مؤلم
-
أن يخبرونك بضرورة كتمان الأمر و عدم التحدث به .. هو بالتأكيد شعور خانق
-
أن تكون فى حاجه إلى الحديث .. فأنت تتحدث .. و تحكي التفاصيل
-
تبدأ الرواية مفاجأة بهجوم شرس من أشخاص مختلفين .. هروب و اختفاء تحاوله فى كل مرة .. السكون والاستقرار .. هدوء شديد ينبع من وجودك فى مكان اعتقدت أنه النقطة الآمنة .. لكنها دقائق معدومة تتبعها ضربات موجعة .. مؤلمة .. دموية .. عنيفة .. تصيبك .. تدميك .. تأخذ أنفاسك بهدوء .. تحاول أن تقاوم بشدة .. بكل قوة و إصرار .. لكنك سريعا ما تتراجع .. تستسلم .. تغمض عينك و تحاول تذكر بعض الأشياء الجميلة التي تعلم أنها كافية للتخفيف عنكِ .. لكنهم لا يتركونك تتذكر كثيرا .. و ينهون القصة بسرعة ... حينها تعرف أنك كنت قصة و إنتهت .. حينها تفهم معنى أن تموت فجأة .. دون أن يعرفك أحد .. فى مكان لن يسأل عنكَ فيه أحد .. فى نقطة .. لا يعرفها أحد
-
-

اعترافات رجل أناني

لقد كنت كاذبا في محبتك لها ، فأنت لا تتقن إلا محبة ذاتك ، كنت تخوض في رهانات مسبقة الفشل في جعلها أسعد امرأة في الدنيا ، ولكنك تمكنت وبكل جدارة من جعلها أتعس امرأة في الوجود ، ولم تجني من أنانيتك المطلقة وغرورك المتفشي في أوصال ذاتك إلا ذلك الفراق الذي ماكنت لترضى له من بديل .

كنت دائم الاستهزاء بأفكارها ، كثير الانتقاد لسلوكياتها ، تحكم إغلاق أبواب أية حوارات محتملة بحجة تواضع خبرة تجاربها الحياتية أمام تجاربك ، وكنت لا تلقي أدنى اهتمام لأية هموم تؤرقها أو أحزان تسكنها ، فمن وجهة نظرك أنها تفرط في الدلال وتحترف كيد النسوة لتفرض عليك مداعبة مسامعها بوابل من رسائل الطمأنينة في أنها لا تزال في عيونك المرأة الأجمل .

لم تكن تدرك أسباب رفضها في أيامكما الأخيرة للخروج بصحبتك إلى أي مكان عام ، فنظراتك التي كانت متعرجة المسارات في مطاردة النساء ، كانت مرصودة بعدسات عيونها التي سئمت تسجيل كل تلك المخالفات العاطفية التي كنت كعادتك تتمكن من المرواغة والاعتراض عليها عند أول مواجهة مباشرة قد تحدث بينكما .

كنت سريع الغضب إذا أدارت دفة الحوار بعيدا عن وصف سعادتها التي تحققت مع دعوات والدتها لها في ليلة القدر بأن يرزقها برجل أسطوري مثلك ، مع أنك في حقيقة الأمر لم تكن سوى الأسطورة المتسببة بكرهها لهذه الحياة .

كنت تتمكن بكل مكر ودهاء من زجها دوما في سجون اتهاماتك المنقوش على جدرانها عبارات تندد بالاصلاح والتغيير لطريقتها الفاشلة في حبك ، و رفضت الاستماع لكل استغاثات قلبها القادمة من وراء القضبان ، وتعمدت الإصرار على المكابرة في جبروتك وسطوتك وأنت تدرك تماما بأنها كانت بريئة ومتفانية في محبتك .

في صمتها كان مقتلك وفي لحظة تساقط دموعها كانت نشوتك ، وكنت لا تتوقف عن الوعيد والتهديد لأية أفكار متمردة قد تراودها في محاولة الإبتعاد عنك .

لم تكن تجهد نفسك في محاولات الغوص في أعماقها لتلبية احتياجاتها ورغباتها ، وفشلت في تطبيق مقولتك التي كنت دائم الترداد لها بأن الحب الحقيقي ينبثق من التضحية والإيثار وليس من كلام الحب والأشعار .

كنت في حقيقة الأمر شديد التأثر بفرضيات خبراء اجتماعيين يدعون أن الرجال الأنانيين أكثر نجاحا في علاقاتهم العاطفية ، فالمرأة بطبيعتها تعطي أكثر مما تأخذ ، وليس من الفطنة أبدا مبادلة الأدوار معها لأن ذلك سيؤثر حتما على إحكام سيطرة الرجل على مجريات العلاقة .

ألم تكن تخشى سقوط صورتك التي أحبتها في يوم ما مع كل دمعة تتساقط من عيونها ؟

ألم تكن تدرك أن الضغط يولد الإنفجار ؟ وأن حمم بركان الثورة على ظلم الحبيب ستندفع عاليا عند انصهار صخور المودة وانتشار سحب رماد الجفاء والكراهية ؟

أحقا كنت تعتقد بأنها لن تقدم على الإنتحار إذا أبى عنادك الإبتعاد عنها ليمنحها حرية الإختيار ؟

أم أنك كنت تتقبل فكرة التخلي عنها لرجل الموت وترفض أن تتخيل تواجدها مع رجل سواه ؟

الآن بدأت مشروع رحلتك في البحث عن تأشيرة عبور إلى قلب بديل تستوطنه دون شروط مسبقة ، فهل سترفض أنانيتك أية تنازلات ؟

أم أنك تريد البقاء مشردا بين قلوب النساء ؟

فيه حاجة حلوه

-
أحلى ما في الحب .. أنه يأتي فجأة .. بدون أي ترتيبات .. بدون أى حسابات .. فالمنطقية .. سياسة الاستغراق فى الاستنتاج , هي بلا شك فاشلة لأقصى الحدود .. حين يكون الموضوع مرتبطا بالحب .. فهو يعشق العشوائية .. اللامنطقية .. بعيد كل البعد عن كل الترتيبات .. المخططات .. التي أثق أنها قادرة على افساده .. أو على الأقل .. افقاده كثير من بريقه .. إن لم يكن كله .. فهو الحب لأنه تلقائي .. هو الحب .. لأنه يحدث فجأة .. هو الحب لأنه يحدث .. وفقط
-
أحلى ما في الحب .. أنه لا يعرف المقاييس .. فلا تشغل بالك بالتفكير كثيرا .. فى عمرك .. فى مستواك .. فى عملك .. فى أفكارك .. فهو فقط يأتي ليهدم كل المقاييس .. يزيل كل الحدود .. يمهد كل العقبات .. بل يزيلها .. يعلمك كيف تغفر .. كيف تنسى .. كيف تغفل عنما يمنعك والحب .. هو فقط يأتي ليأذن لكَ بخوض تجربة جديدة .. حياة مختلفة .. لا تخضع للمنطقيات .. ولا تتأثر بأصحاب العقول الملحة و العيون المدققة .. هو الحب لأنه من حرفين فقط .. هو الحب .. لأنه .. سهل
-
أحلى ما فى الحب .. أنه يأتي دوما كالدواء .. يداوي جراحا مررنا بها .. آلما حدثت من قبله .. أحداثا كثيرة مررنا بها و كادت تفتك بنا .. ليال فى منتهى اليأس .. الألم .. الغضب ربما .. لكنه ترياقها .. لمسة الحياة السحرية التي تعرف كيف تمحو كل ما قبلها من مشاهد وأحداث .. يأتي الحب فينسيك .. بل يعوضك .. بأيام مختلفة عن سابقاتها .. ضحكات أكثر حيوية .. أحزان أقل إيلاما .. أوقاتا أكثر متعة .. أياما أكثر إشراقا .. زوجة .. هي الدنيا , و تكفيك
-
أحلى ما فى الحب .. أنه لا يخيب ظنك .. فعلى قدر ما تؤمن به و تصدقه .. يعطيك ... أبدا لا يخيب ظنك .. أبدا لن يتركك .. هو عقيدة من يحب .. هو نبض من يؤمن به .. هو حقيقة من يعرفه و يصدّقه .. هو الواقع .. هو الحياة .. هو النور الذي يعرف كيف يجدك .. مادمت تصدق وتؤمن بوجوده .. هو دوما قريب لدرجة قد تجعلك لا تلاحظه .. أقرب إليك منك .. لذا هو قلبك .. لذا هو الحب
-
آمن به .. و انتظره .. فهو آتٍ لا محالة
-
-

رمضان والصيف

مع نهاية الأسبوع الماضي اختلفت كل محاور الأحاديث في مجتمعنا ، فمن الشكاوي التي كانت تنحصر بالأسعار المطردة في الارتفاع وكيفية التعامل معها مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ، أصبحت هواجس الخوف تسكننا من تتابع موجات الحر مع بداية الشهر الملقب (( باللهّاب )) والذي سيتقاطع بعد أيامه العشر الأوائل مع قدوم الضيف الذي لا يمكن تناول الطعام والشراب في أثناء تواجده بيننا في النهار حتى ولو كانت احتمالات الالتهاب الحرارية شديدة التكرار.

البعض بدأ يخطط من الآن لوجبات السحور التي ستساعد في إبقاء منسوب جيد من المياه المختزنة في الجسم مما سيساهم في تخفيف وطأة العطش التي ستبلغ ذروتها مع توسط الشمس لكبد السماء ، ولذلك فالترشيحات تنصب لصالح البطيخ في تصدر مكونات مائدة السحور لهذا العام .

البعض الآخر بدأ بالتذمر والشكوى في أن استمرار الأجواء الملتهبة سيضعف عزيمة صيام نظرات عيونهم ، والتي لن يتمكنوا من ردعها أمام المشاهدات الساخنة المحتملة ، من قبل بعض النساء اللواتي سيمتنعن عن الطعام والشراب دون التخلي تماما عن ارتداء ملابسهن شبه المتعريه .

أشخاص خائفون من الازدحام المروري الذي نعاني منه كثيرا في مثل هذه الأيام من السنة ، معتقدين أن الاختناق المروي والحراري المرتبط بجفاف الحلق وصراخ المعدة ستكون من العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع حالات العنف التي لا تحتاج إلى مزيد من المبررات للإرتفاع .

هنالك من قرر أن يتخذ من هذه الأجواء الحارة ذريعة في التخطيط لضبط نفقات ولائم الإفطار التي لامفر من إقامتها على شرف الأقارب والأصدقاء لتكون خالية من كل صنوف الدسم التي ستزيد من أعباء حرارة الأجساد المنهكة طوال النهار .

وكثير من الرجال اشترطوا على نسائهم مسبقا أنهم سيمتنعون عن الخروج من المنزل لشراء أية مستلزمات تتعلق بوجبة الإفطار إلا مع حلول الساعة الأخيرة من وقت غروب الشمس ولاتوجد أية استثناءات في ذلك إلا إذا كانت وليمة الإفطار المزمع عقدها من نصيب أهل الرجل وأقاربه .

أما أحاديث النساء فقد تركزت على وضع خطط طوارىء وبخاصة مع هذه الأجواء الحرارية المشتعلة لتجنب محادثة رجالهن في وقت الصيام خوفا من نشوب معركة طاحنة يذهب ضحيتها أثاث المنزل الذي سيتطاير في كل مكان و الخوف من تصاعد الأحداث بعدها إلى عراك وضرب قد ينتهي بطلاق محتمل .

في كل عام نفشل في تعلم وتطبيق أهم دروس هذا الشهر الفضيل في كيفية التحلي بالصبر ، فهل سننجح في هذا العام مع هذه الأجواء الحرارية التي لم نحتملها قبل رمضان بتعلم الصبر الذي نفتقده في حياتنا ؟

صدقا أتمنى ذلك ...........

للحنان .. معنى آخر

-
حين تتزاحم الكلمات فى رأسي .. تصبح وريقاتي منفذي الوحيد .. و تتجمع كلماتي لتحكي لكِ قصصا قضيتها أحبكِ .. هي لكِ فقط .. ولن تكون لمخلوق سواكِ
-
أتوقف كثيرا أمام نفسي .. أعاتبها .. لأسباب مختلفة يراها الكثيرون عجيبة .. وأراها بديهة .. آخرها كان أنتِ .. عاتبت نفسي كثيرا على رقتي فى معاملة الآخرين .. مرضاي كثيرون .. أصدقاء آخرون .. أناس أقابلهم فى كل يوم .. أراهم لأول مرة .. و غالبا هي الأخيرة .. لكنني لا أتوقف عن التحدث بلطف .. و الابتسام برقة .. و الانصراف بإنطباع حنيني شديد ... بدأت أشعر معه برغبة شديدة فى معاتبة نفسي .. عتاب شديد مستمر فى كل نهاية كل يوم .. والسبب لا يزال أنتِ .. عاتبت نفسي لأنها كانت رقيقة .. لطيفة .. حنونة .. مع آخرين سواكِ .. أحاسيس مختلفة .. أشعر أنها من حقكِ أنتِ فقط .. فعبارات اللطف تلك من حقكِ .. و حناني الذي قد أقدمه للآخرين من حقكِ أيضا .. كلماتي الرقيقة من حقك .. و كوني أقدمها للآخرين تعني حرمانكِ من هذا الجزء .. حتى وإن كنت أقدم لكِ كثيرا منه طوال الوقت .. عتاب محموم مجنون .. لكنها أنتِ .. و من أكون أنا لكي أبخل عنكيِ .. ببعض الحب
-
أعرف أنني مقصر فى حبكِ .. أعاتب نفسي على ذلك .. أبدأ فى تجميع شتاتها .. البحث عن ما أفقده من أحاسيسها .. ربما لأنني تمنيت دوما لو قدمت لكِ مثل ما تقدمين لي من حنان .. حنانكِ وأنتِ تهيئين لي ملابسي حين ترييني .. و حين أغادركِ .. حنانكِ وأنتِ ترفعين عن جبيني بعض الخصلات المبعثرة .. حنانكِ وأنتِ ترفعين عن فمي بقايا الطعام .. تعدين لي قطع السمك بدون شوك .. تحضرين لي الماء قبل أن اطلبه .. تعدين لي كوب القهوة التي أحبها من يديكِ .. تحدثينني بشوق إن غبت عنكِ لساعات .. تعاتبينني على نسياني إياكِ و تقصيري فى إخبارك عن مكان تواجدي .. أحبكِ بشدة .. و أعشق ينابيع الحب التي لا تتوقف منكِ .. أحبكِ .. و أعشق روحكِ و عطركِ و جمالكِ .. أحبكِ لأنه .. ليس لكِ مثيل
-
-

Followers

Pageviews Last 7 Days