اعترافات رجل أناني

لقد كنت كاذبا في محبتك لها ، فأنت لا تتقن إلا محبة ذاتك ، كنت تخوض في رهانات مسبقة الفشل في جعلها أسعد امرأة في الدنيا ، ولكنك تمكنت وبكل جدارة من جعلها أتعس امرأة في الوجود ، ولم تجني من أنانيتك المطلقة وغرورك المتفشي في أوصال ذاتك إلا ذلك الفراق الذي ماكنت لترضى له من بديل .

كنت دائم الاستهزاء بأفكارها ، كثير الانتقاد لسلوكياتها ، تحكم إغلاق أبواب أية حوارات محتملة بحجة تواضع خبرة تجاربها الحياتية أمام تجاربك ، وكنت لا تلقي أدنى اهتمام لأية هموم تؤرقها أو أحزان تسكنها ، فمن وجهة نظرك أنها تفرط في الدلال وتحترف كيد النسوة لتفرض عليك مداعبة مسامعها بوابل من رسائل الطمأنينة في أنها لا تزال في عيونك المرأة الأجمل .

لم تكن تدرك أسباب رفضها في أيامكما الأخيرة للخروج بصحبتك إلى أي مكان عام ، فنظراتك التي كانت متعرجة المسارات في مطاردة النساء ، كانت مرصودة بعدسات عيونها التي سئمت تسجيل كل تلك المخالفات العاطفية التي كنت كعادتك تتمكن من المرواغة والاعتراض عليها عند أول مواجهة مباشرة قد تحدث بينكما .

كنت سريع الغضب إذا أدارت دفة الحوار بعيدا عن وصف سعادتها التي تحققت مع دعوات والدتها لها في ليلة القدر بأن يرزقها برجل أسطوري مثلك ، مع أنك في حقيقة الأمر لم تكن سوى الأسطورة المتسببة بكرهها لهذه الحياة .

كنت تتمكن بكل مكر ودهاء من زجها دوما في سجون اتهاماتك المنقوش على جدرانها عبارات تندد بالاصلاح والتغيير لطريقتها الفاشلة في حبك ، و رفضت الاستماع لكل استغاثات قلبها القادمة من وراء القضبان ، وتعمدت الإصرار على المكابرة في جبروتك وسطوتك وأنت تدرك تماما بأنها كانت بريئة ومتفانية في محبتك .

في صمتها كان مقتلك وفي لحظة تساقط دموعها كانت نشوتك ، وكنت لا تتوقف عن الوعيد والتهديد لأية أفكار متمردة قد تراودها في محاولة الإبتعاد عنك .

لم تكن تجهد نفسك في محاولات الغوص في أعماقها لتلبية احتياجاتها ورغباتها ، وفشلت في تطبيق مقولتك التي كنت دائم الترداد لها بأن الحب الحقيقي ينبثق من التضحية والإيثار وليس من كلام الحب والأشعار .

كنت في حقيقة الأمر شديد التأثر بفرضيات خبراء اجتماعيين يدعون أن الرجال الأنانيين أكثر نجاحا في علاقاتهم العاطفية ، فالمرأة بطبيعتها تعطي أكثر مما تأخذ ، وليس من الفطنة أبدا مبادلة الأدوار معها لأن ذلك سيؤثر حتما على إحكام سيطرة الرجل على مجريات العلاقة .

ألم تكن تخشى سقوط صورتك التي أحبتها في يوم ما مع كل دمعة تتساقط من عيونها ؟

ألم تكن تدرك أن الضغط يولد الإنفجار ؟ وأن حمم بركان الثورة على ظلم الحبيب ستندفع عاليا عند انصهار صخور المودة وانتشار سحب رماد الجفاء والكراهية ؟

أحقا كنت تعتقد بأنها لن تقدم على الإنتحار إذا أبى عنادك الإبتعاد عنها ليمنحها حرية الإختيار ؟

أم أنك كنت تتقبل فكرة التخلي عنها لرجل الموت وترفض أن تتخيل تواجدها مع رجل سواه ؟

الآن بدأت مشروع رحلتك في البحث عن تأشيرة عبور إلى قلب بديل تستوطنه دون شروط مسبقة ، فهل سترفض أنانيتك أية تنازلات ؟

أم أنك تريد البقاء مشردا بين قلوب النساء ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days