مشاهداتي الرمضانية

المشهد الأول :

إشارات مرورية على الرغم من كفاءة عمل الضوء الأحمر فيها إلا أنه أصبح عاجزا عن منع تدفق السيارات التي لم تعد معنية بالتوقف عنده (( فالصيام لا يقف عند الضوء الأحمر )) .

المشهد الثاني :

مستهلك لايمكن حمايته بتوعية ولا إرشاد ، فمعدته تشبه المرأة الحامل في فترة (( الوحام )) ، ولديه استعداد في جلب لبن العصفور لها ، وسيتجاوز في سبيل ذلك كل قوانين التسعير التي ستفقد توازنها سريعا بين حجم الطلب المطرد في الارتفاع وحجم العرض المصطنع في الانخفاض من خلال ممارسات احتكارية لايتم اتقانها إلا في شهر الصيام .

المشهد الثالث :

موظف في مواجهة مباشرة مع مواطن يلتمس الإسراع في تلبية خدمته وحاجته ، ولكن برنامج ختمة القرآن الكريم الذي اجتهد الموظف في إعداده ، يتطلب من ذلك المواطن الخشوع في الإنتظار حتى لايكون سببا في حرمان الموظف من الأجر والثواب .

المشهد الرابع :

أشخاص مواظبون على صلاة الجماعة في المسجد طوال العام ولكنهم كلما حضروا للصلاة في شهر الصيام يبدأون بهز رؤوسهم وقلب شفاههم مستنكرين صفوف المسجد التي لم تعد خالية ، فيصلون على الحبيب المصطفى أمام الجموع ، وعند خلوتهم بشياطين أنفسهم يستهزئون بكل من لم يكن في صلاة الجماعة قبل رمضان ويطلقون أحكامهم بأن هؤلاء يعيشون نزوة إيمانية عابرة ستكون سريعة الزوال .

المشهد الخامس :

مفرقعات تفيض بها (( دكاكين الحارة )) ولاتباع إلا للقاصرين والأطفال ، وعلى كل سيارة تعبر شوارع الحارات ليلا في رمضان أن تكون مطمئنة لصوت ( الطرقعة ) الذي سينبعث من أسفلها ، فليس السبب في ذلك عطل في إحدى محركاتها بل سببه العطل الذي أصاب عقول أهالي هؤلاء الأولاد في التوجيه والتربيه .

المشهد السادس :

أساليب الدعاية والترويج تلاحق كل المناسبات على مدار العام ، وفي رمضان تكون كتيبات (( الإمساكية )) هي أبرز تلك الوسائل المستخدمة في التسويق لمختلف السلع والمنتوجات ، ولكن في هذا العام كان (( للإمساكية )) مآرب دعائية أخرى تهدف للترويج إلى فروسية الفرسان المرشحين لاجتياز بوابات قبة مجلس الأمة في سباقها الانتخابي المرتقب .

المشهد السابع :

اختصارات بلغت ذروتها في التواصل بين الأصدقاء في شهر الصيام ، فبعد أن كانت لا تتم إلا بوليمة إفطار تجمعهم ، بدأت تتحول بشكل تدريجي إلى مكالمات تهنئة بقدوم الشهر الفضيل وما لبثت أن أصبحت تتم برسالة الكترونية أو هاتفية من خلال مرسل واحد ومجموعة من المستقبلين الذين يتم اختيارهم من ذاكرة الأسماء التي غيرت مكان إقامتها من عقل بشري كان يحفظها إلى عقل هاتف أو حاسوب لايكترث بأمرها .

المشهد الثامن :

بنات الحاره عدن بسيارات عملاقة تحمل لوحات الدول النفطية و بلاد العم سام ، و أولاد الحارة يجلسون على السور ذاته ، منتظرين موسما رمضانيا آخر ، يمكنهم ولو لمرة واحدة في حياتهم من التفوق على بنات الحارة في لعبة تحقيق الأحلام .

Followers

Pageviews Last 7 Days