قصص حب لم تجد لها حبيب ... القصة الثانية (( حسناء الفوازير ))

لا زلت أذكر تلك القصة وتفاصيلها ، والتي حدثت مع بزوع هلال شهر رمضان ، في سنة أعجز عن احتساب خاناتها الميلادية وتقاطع الأرقام المقابلة لها في التقويم الهجري على وجه الدقة ، ولكن أعتقد أنني كنت صبيا عابثا حينها ، يقف على عتبات نهاية العقد الأول له في هذه الحياة ، وهي فترة زمنية لم تفلح في ترسيخ معالمها ، وانقرضت كلمح البصر فور اندلاع ثورة التكنولوجيا الرقمية و ما يعرف بعصر العولمة .

إن رمضان في ذلك الأمس القريب ، كان صبيا مثلي تماما ، فهو ما كان ليشابه نفسه مع عقود قد خلت قبل ولادتي ، إلا بصدى قرع طبول (( المسحراتي )) في جوف الليل الراكد ، وتوقف المدينة عن الحياة لحظة هروب الشمس إلى مخدعها وقت الغروب ، أما نهار الصيام فيقسم به الآباء والأجداد بأغلظ الأيمان ، لزمان كان قد مضى ولن يعود قط ، فالطرقات ضاقت بعابريها مع كل موسم رمضاني متعاقب ، ولربما كان ذلك حال  الوطن أيضا حين ضجر من أبنائه الأولين ، وباع نفسه بأبخس الأثمان لحفنة من المرتزقة ومصاصي دماء المساكين والفقراء ، فأصبح كل شيء فاسدا وملوثا ، حتى الماء والهواء .

ولقد كانت سطوة التلفاز ومسلسلاته منذ أحداث هذه القصة وحتى أيامنا في هذا الزمان ، هي القاسم المشترك لكل علامات السنين المتوالية للشهر الفضيل ، و ظل زخم الحشد في المنافسة منحصرا في نجوم لم تأفل من سماء الشاشة رغم هرمها ، بل إنها أكدت وفي مناسبات عديدة مصداقية المثل القائل بأن (( فرخ البط عوام )) ، فورث أبناؤهم وبناتهم مواهبهم الفذة ، وكأن الفن في بلادنا كغيره من المهن ، من الممكن توريثه جيلا بعد جيل ، لسلالات لا تندثر فيها جينات المواهب قط .

وبالرجوع في أرشيف الذاكرة لتلك الأيام ، كانت (( الفوازير )) وقصص (( ألف ليله وليله )) هي المسلسلات الشهيرة المتكررة في كل عام ، ولكن مع اختلاف الفنانين المتعاقبين على أدوار البطولة فيها ، وهنا بدأت حكايتي مع حسناء الفوازير التي جابت بقلبي أرجاء الدنيا ، برقصاتها وحركاتها وخفة ظلها ، فعشقتها في كل يوم بجنسية وشخصية جديدة ، فتارة تكون عربية وتارة تكون اوروبية ، ثم لا تلبث أن تصبح أمريكية أو أفريقية وحتى آسيوية ، وأنا مع كل حلقة أتعلم فنون العشق بكل اللغات ، لفتاة مصرية سمراء لا تتكرر إبداعاتها في التمثيل والرقص والغناء مهما توارثت أجيال متعاقبة من مواهب جيناتها ، فالاستثنائيون لا يأتي من بعدهم إلا من كان استنساخا مشوها لهم ، فالتميز هو أن تتعلم من تجارب من سبقوك في ميادين الحياة كي تعبد دربا تسير فيه وحدك ، لا أن تسير حيث انتهت بهم الدروب .

لماذا يتعلق الأطفال بنجوم في التمثيل والغناء ؟ على الرغم من عدم تعمد أعمالهم لمحاكاة الصغار ، بينما ينفرون من أعمال فنية تكون متخصصة في استهدافهم ؟ هل السر يكمن في جودة العمل وقدرته على دخول قلوب الأطفال بعيدا عن أساليب الترهيب والعقاب المتعارف عليها في بلادنا ، تماما كما يحدث في الرسائل السياسية  ، وهنا للحديث شجون ، حين نستذكر المشاهد التي يتم فيها حشد الأطفال الأبرياء من المدارس ، والوقوف بهم في الميادين والطرقات العامة للهتاف بحياة قادة الأوطان والبلاد ، وكأن ذلك يمنحهم صك البراءة والعفة على عدلهم وحرصهم على أبناء شعبهم ، في حين أن اللجوء لمثل هذه الأساليب إنما هو دليل فاضح على عجزهم وإفلاسهم السياسي ، فمن أراد أن يقيم نفسه كحاكم محبوب في بلاده ، فليتنكر بزي شعبي و يجوب البلاد من شرقها إلى غربها كي يتحرى عن رأي وتقييم كافة أطياف المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية لإدارته في تسيير شؤون البلاد ، دون محاباة أو خوف من بطشه وبطش أعوانه .

وكما يقولون في الأمثال : (( ما زاد عن حده ينقلب لضده )) ، فلقد ارتفعت وتيرة الإعجاب والتعلق بـ (( شيريهان )) لأذهب بعيدا في خيالي ، وأتقدم لخطبتها ، بعد أن رسمت  تفاصيل علاقتنا على كراسات ممهورة بعشقها حد الجنون ، لأنتظرها خلف الكواليس في استديوهات التصوير  ، وأراقب سعادتها بحضوري ، ولهفتها لعناقي بعد كل مشهد تنجزه في فيلم أو مسلسل ، بل إن أحلامي جاوزت المدى المسموح به للإمنيات التي قد تتحقق ، بعد أن لعبت دور البطولة أمامها بشعري الأبيض حين كانت عذراء ، وعندما كنت طبيبا يحارب من أجلها جميع البشر لأثبت رجاحة عقلها ، ولم أكترث لفضيحة العمر وهي تتهمني بالاعتداء عليها ، فمن أجل عينيها عشقت بكل جوارحي ، بعد زمان قضيته في زيارة القبور قبل تغيير وظيفتي من معلم في مدرسة إلى مدير لـ (( كابريه )) ، برفقة نجمة استعراضية كانت الأروع ، بشهادة خشبات المسرح وعميدها الراحل (( فؤاد المهندس )) .

وفي يوم من الأيام قررت البوح بأسراري العشقية لوالدتي ، وتوسلت إليها كي تسافر إلى مصر لتخطب لي (( شيريهان )) ، فابتسمت والدتي وربتت على كتفي وقد انحنى رأسها إذعانا بالموافقة على طلبي ، شريطة أن اجتهد في المدرسة وأتفوق على جميع أقراني ، وأذهب إلى الجامعة كي أنال شهادة تؤهلني للعمل في وظيفة تعينني على شراء ملابس (( شيريهان )) الاستعراضية ، معللة ذلك بأنها ستهجرني إن لم أتمكن من تلبية طلباتها ، ففكرت قليلا ، ثم راودتني الهواجس والظنون في حسابات زمنية قد تطول لحين بلوغي محطة التخرج من الجامعة والعمل ، ولكن والدتي أكدت لي بأنها ستتصل بـ (( شيريهان )) على الهاتف وتأخذ منها ميثاقا وعهدا كي تنتظرني وترد جميع العرسان المحتملين خائبين ، فاطمأن قلبي ونمت ليلة بعد ليلة ، و (( شيريهان )) لا تفارق أحلامي قط .

ومضت الأيام والسنين ، وأدركت جميع محطات الحياة التي وعدت والدتي بالوصول إليها كي تخطب لي (( شيريهان )) ، ولكن حلمي لم يتحقق ، لأنني عشقت قبيلة من النساء ، وأنا أسير في دروب محطات العمر المتتالية بتعاقب السنين ، حتى غدت (( شيريهان )) شبح امرأة من ماض لم ألتفت إليه قط ، كي لا تذكرني بطفولة ساذجة قضيتها بين أحلام وأمنيات ضاقت مساحاتها في عقلي وقلبي مع كل يوم تتلمذت على ساعاته ودقائقه في تعلم تجارب وخبرات الحياة بتشعباتها ومنطقها المعاكس للإرادة والرغبة حين لا تقترن بالواقع .

(( شيريهان )) ترقد اليوم في بقعة ما على هذه الأرض ، وكم مضى من الأيام قبل لقائي الأخير بها على إحدى شاشات الفضائيات بعد ثورة يناير ، بملامحها الشاحبة وأنوثتها الطاعنة في الهرم قبل أوانها ، أحقا هذه هي المرأة التي لم تبارح أحلام قلبي قبل بلوغه سن الرشد العاطفي ؟

لماذا تذكرت والدتي وقصتي مع حسناء الفوازير ، وأنا أسترق السمع على حديث دار في ليلة من الليالي بين ولدي وزوجتي ، وهو يفشي بسره العشقي لـ (( سلمى )) التي لا يدرك أن اسمها الحقيقي هو (( مي عز الدين )) ؟ 

ولماذا تألمت من موقف زوجتي العدائي في إقصاء أحلام ولدي البريئة حين لطمته على وجهه ، وسحقت دماغه بقبضة يدها وهي تهدده وتتوعده بحرمانه من المصروف والخروج من المنزل إذا ردد على مسامعها مثل هذا الكلام السخيف مجددا ؟ 

هذه هي الحكمة التي نستخلصها من هذه القصة بالتحديد ، إذ لا يتوجب علينا إجهاض أحلام الآخرين ، وإنما تهذيبها وضبطها  وترويضها بما ينسجم مع مصالحهم على المدى البعيد في المستقبل ، فاحترام رغبات الأفراد حق مشروع لهم ، ما لم تكن لتؤذي حريات الآخرين ، أو كانت لتتجاوز خطوط التحريم في العقائد والأعراف السائدة في المجتمعات ، لأن حدوث ذلك يعني شذوذا وليس تمردا مشروعا على رتابة الواقع المفروض .  

شركات مجانية لمن يريد الربح من الأنترنت

هذه هي قائمة الشركات الموثوقة والصادقة على المستوى العالمي والربح فيها أكيد
.com/imagens/banner9/

b2 
PTC_BOX_468a  

banner2

قصص حب لم تجد لها حبيب ... القصة الأولى (( المعلمة جميله )) 3

مضت أيام وأنا أخطط وأفكر ، حتى شاهدت في المكتبة مرادي في يوم من الأيام وأنا أشتري بعض القرطاسية والكراسات ، مدية صغيرة ، كانت معروضة بجانب الأدوات الهندسية ، فسألت البائع عن ثمنها ، فأجابني أنها بنصف دينار ، أنه مبلغ باهض الثمن ، كيف سأستطيع الحصول على مبلغ كهذا ، وأنا مصروفي الأسبوعي لا يتجاوز العشرة قروش ، عدت إلى المنزل أجر وراءي أذيال خيبتي في الحصول على مخلصي من ((توفيق )) ، ولكن حزني ما كان ليطول مع الخطة المحكمة التي أشار بي عليها صديقي ، حين التقيته في المخبز بالمساء ، وذلك بعد أن رجوته ليقرضني المبلغ المطلوب ، فما كان منه إلا أن أخبرني بطريقة يفعلها دوما حين يحتاج لمبلغ كبير من النقود ، وهي طلب المال من مجموعة أشخاص على أجزاء صغيرة ، بحيث تشكل بمجموعها المبلغ المطلوب ، وبالفعل نجحت الخطة في يوم واحد ، وذلك بعد أن طلبت عشرة قروش من والدي في الصباح وعشرة قروش من والدتي في الظهيرة ، وعشرة قروش من أخي  بعد الظهر ومن أختي وقت الغروب ، ومن جدتي في الليل ، وانطلقت مسرعا إلى المكتبة واشتريت المدية التي ستجعلني أسترد قلب معلمتي الحبيبة (( جميله )) .

و في اليوم التالي ، ذهبت إلى المدرسة وأخفيت المدية خلف خاصرتي بعد أن عقدت العزم على قتل (( توفيق )) في ساحة المدرسة أثناء خروجنا لتناول الطعام بعد الحصة الدراسية الثالثة ، و لقد كان العرق يتصبب مني وجسمي يرتعش دون هوادة ، كلما كانت الدقائق تقترب من قرع جرس اللحظة الموعودة ، ولا أنكر أن الصراع بين الخير والشر كان قد احتدم بين عقل ينكر ما بنيتي فعله ، وبين قلب يبيح كل الوسائل المؤدية إلى قلب المحبوب ، فكانت الغلبة للقلب ، وخرجت إلى الساحة أراقب خطوات (( توفيق )) ، وأترصد ذهابه إلى صنبور المياه كي يشرب ، لأنقض عليه من الخلف ، وأرديه قتيلا بضربة من نصل مديتي المتعطشة لدمائه ، وما كانت إلا دقائق معدودة ، حتى اقترب (( توفيق )) من صنبور المياه ، وانحنى كاشفا ظهره لي كي يشرب ، اقتربت منه بخطوات مواربة يعتريها الحذر والترقب من تواجد إحدى المعلمات في محيط الجريمة ، وأخرجت المدية من وراء خاصرتي ، ووجهتها إلى جسد (( توفيق )) ، ولكنها لم تصل إليه ، فقد توقفت يدي بفعل قوة يد رهيبة كانت تضغط على معصمي ، حتى خارت قواي وهوت المدية على الأرض ، ماذا ؟ لا أصدق ما أرى ، إنها المعلمة (( جميله )) ، ولكن أين كانت ؟ وكيف غفلت عن رؤيتها ؟ يا للهول ، ماذا سأفعل ؟ 

لم تكن هناك أية فرصة للتفكير ، (( فجميله )) لم تبادر بالاستفسار أو الاستغراب أو الدهشة ، بل توحشت كلبؤة جائعة وجدت فريستها ، وانهالت بصفعي في كل مكان وصلت إليه كفوف يديها ، وهي تجرني كالدابة العاصية  حين تأبى حوافرها المسير ، باتجاه غرفة مديرة المدرسة ، لم أكن في تلك اللحظات متأثرا بالضرب ، ولم أكن خائفا مما قد يحدث لي من عقوبات تأديبية من قبل المديرة ، بل كل ما كان يشغلني هو خسارتي الأبدية لقلب معلمتي (( جميله )) .

لا جدوى من اختيار القلب للحبيب ، فأنت لن تتمكن من استدراجه لمصيدة الحب ، إذا كان قلبه مشغولا بمصيدة أخرى ، ولذلك لا تحاول اعتراض طريقه ، ولا تتحاذق بخوض حرب عاطفية لاختطاف قلبه، فهو ما كان من نصيبك يوما ، ولن يكون ، مهما حاولت التحايل على الأقدار المكتوبة .

وهذه ليست الحكمة التي نستخلصها من هذه القصة وحسب ، إذ أن للخيبات والهزائم القلبية من بقية تأتي ،  طالما كان المعيار في الاختيار دوما يخطىء درب الصواب ، و نواميس هذا الكون عصية على التفسير مهما اجتهدت في التفكير بمسبباتها ، فقد تتعمد العبور في الزمان والمكان المفترضين ، للإلتقاء بشخص تلهفت لرؤيته ، فيتخلف عن موعده ولا يأتي قط ، وحين تبحث عن الأسباب التي أدت إلى غيابه ، تعتقد أنها ظروف طارئة قد أحاطت بعزمه على الحضور ، كحادث أو مرض أو تلقي أنباء سيئة ، ولكن التفسير الخفي لذلك ، تضافر الكون لحدوث النفور بين قطبي لهفتك لحضوره ورغبته في رؤيتك ، فالغلبة دائما للرغبة السلبية وليست للهفة الإيجابية بالعموم  .

والعناوين المكتوبة في أقوال وأفعال الأشخاص من حولنا ، تلخص ما في متنها من تفاصيل ، فلا مسوغ للاسترسال في التأويل والاجتهاد والبحث عما وراء الكلام ، ففنون المراوغة والتملص من الحقائق الواضحة كقرص الشمس في كبد السماء ساعة الظهيرة ، ليست سوى ذرائع لنا كي نفسر بها ما نرغب بحدوثه ، والذي قد لا يكون إلا ضربا من خيالاتنا وأحلامنا في يقظة الواقع ، فقد تعتقد أن ابتسامة شخص تتمنى الاقتراب منه ، دليلا على قبوله المبدأي لك ، ولكنك لا تدري أنها قد لا تكون سوى ابتسامة بريئة لا تخفي في طياتها أية مشاعر ، وخصوصا مع علمك المسبق بارتباطه بشخص آخر ، ولكن أمنياتك به تجعلك تفسر كل ما يفعله بما يتوافق وينسجم مع أهوائك ، كي تواسي نفسك وتعزيها بما سيظل دوما عالقا في حدود وهمك وخيالك ، دون أن تملك تأشيرة عبوره إلى أرض الحقيقة والواقع .

وقد يحدث أحيانا أن يكون الشخص مرتبطا ، ولكنه يتعمد اجتذاب صفوف المعجبين من حوله ، وذلك لإشباع رغبات لا تنتهي من الغرور والأنانية ومفاضلة الذات على سواها ، وكأنه مركز الكون الذي تدور في فلكه جميع الكائنات ، فلا تشرق الشمس أو تغيب ، ولا تهب الرياح أوتنهمر الأمطار ، ولاتغرد الطيور أو تتمايل أغصان الأشجار ، إلا بمقاييس جنونه المفرط بتعاظم مكانته وعلو كعبه على البشر من حوله ، فكم يعج زماننا بأمثال هؤلاء السفهاء ؟

قصص حب لم تجد لها حبيب ... القصة الأولى (( المعلمة جميله )) 2

وتحققت أمنيتي سريعا بعد قرع جرس الحصة الثانية ، فلقد حضرت إلينا وفي يديها كتب اللغة الإنجليزية ، وهذا كان كافيا للرقص وبث أهازيج لا تنتهي من الفرح والغبطة ، فمادة اللغة الإنجليزية لها نصيب يومي في جدول الحصص ، وتتكرر مرتين في يوم من أيام الأسبوع على الأقل ، ولكن خيوط مشاريع سعادتي ما لبثت أن انقطعت مع طرقات غليظة على باب الصف ، اتبعها ظهور خيال جثة ضخمة لوحش آدمي أشقر ، متأبطا ذراع المديرة التي كانت تبدو وهي ترافقه إلى المدخل وكأنها ابنته الصغرى ، وقفنا جميعا لأداء تحية الخوف ، عفوا أقصد تحية الاحترام للمعلم ، أسوة بقول الشاعر الشهير : (( قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا )) ، واستمعنا إلى مداخلة غير مطولة للتعريف بالطالب الجديد (( توفيق )) ، والذي يكبرنا جسديا بعشر سنين ، ويصغرنا عقليا ببضع سنين ، إلا أن مشاعر الرأفة والشفقة والرحمة لم تراودني البتة وخصوصا بعد أن شاهدت اللهفة التي اختطفت عيني معلمتي وهي تنظر إلى عيون (( توفيق )) الزرقاء ، ثم ما لبثت أن انقلبت إلى حوار ثنائي بينهما للتعارف الأولي ، لتخبره وابتسامة عريضة قد ارتسمت على محياها (( أنا معلمتك جميله )) .

لا أنكر أنني أثناء مواكبتي لهذا المشهد الميلودرامي بأحداثه المثيرة ، أصابتني حالة من الخيبة والقنوط ، وأنا أقف مذهولا أمام أوراق طاولة أحلامي وهي تتهاوى على أرض اليأس ، فمعلمتي الجميلة (( جميله )) لم تكترث لعيوني التي ما أطبقت رموشها من فرط الانبهار بها ، بل آوت بسهم نظرة واحدة من عيون (( توفيق )) ، كالفريسة التي دخلت المصيدة بمحض إرادتها ، فلا صوت يعلو على صوت (( توفيق )) ، وليس لطالب أو طالبة في الصف حق في سؤال أو جواب ، إلا برضا (( توفيق )) وموافقته المسبقة على ذلك ، ومما كان يستدعي الحيرة والشك ، أن هذه المعاملة الاستثنائية لـ (( توفيق )) ، لم تكن لتظهر بكل هذا الوضوح الذي يبعث النفس على التقيئ ، إلا مع المعلمة (( جميله )) ، فلم تكن ممارسات التمييز العاطفية لـ (( توفيق )) على الرغم من مرضه العقلي ، والذي قد يكون مدعاة لتلك الممارسات ، ينعكس على سلوكيات المعلمات الأخريات ، ولا أعتقد أن السبب في ذلك ناجم عن عدم تعاطفهن مع (( توفيق )) ، بل هو خبرتهن كأمهات في البيوت ، والذي جعلهن على دراية وإلمام بنفوس الأطفال ، وكيف ينعكس ذلك بآثار سلبية على تكوين شخصياتهم وعبورها في مراحل من الحقد والعدوانية ، ونبذ الذات وعدم توازنها وانسجامها مع محيط المجتمع من حولها ، وفقدان الثقة بالنفس واهتزازها على الدوام ، وذلك حين يشعر الطفل بمحاباة أمه لشقيقه أو شقيقته في أي وقت أو مكان ، بظروف اعتيادية أو استثنائية ، فقد يغار الطفل من أخيه المريض إذا ما شاهد أمه تعتني به وتسهر إلى جانبه ، فهو لا يعتقد أنها تفعل ذلك بسبب ظروف استثنائية وطارئة ، بل يضع نصب عينيه أن فعلتها ليست سوى دليل دامغ على جرمها بحقه ، ونبذها له بسبب ميل قلبها إلى كفة محبة أخيه .

وفي ليلة من ليالي الأحلام والأمنيات ، شاهدت معلمتي (( جميله )) تسير على ناصية الطريق التي اعتدنا على لعب كرة القدم فيها ، كانت الشمس على وشك الغروب ، وشفقها الأحمر قد افترش على بساط السماء الأزرق ، أما الأشجار فقد كانت تتمايل أغصانها يمنة ويسرة ، وفقا لأهواء الرياح التي ما كانت شرقية ولا غربية ، ألقيت بالكرة بعيدا وركضت نحوها بأقصى مافي قدماي من قوة ، ومع أنه كان يخيل لي أنها تسير ببطء متعمد ، إلا أنني عجزت عن إدراكها ، حتى تعثرت على الأرض ، بعد أن فقدت توازني بفعل نتوءات بارزة في الأرضية الإسفلتية المهترئة ، والتي ما لبثت أن امتزجت بنزيف ذراعي وأنا أستعين بها كعمود ارتكاز للحد من وطأة سقوطي على الأرض ، فصرخت بصوت تداعى فيه الصدى حين يضج في أعماق بئر مظلم ، إلا أنها لم تلتفت وتابعت مسيرها باتجاه الناصية الأخرى من الطريق ، حيث كان (( توفيق )) ينتظرها وهو يضحك ضحكته الغبية المعتادة ، ويصفق ويغني ساخرا وأصابعه تشير نحوي باستهزاء ، امتلئت غيظا وكيدا ، ولكنني لم أتمكن من النهوض ، لتصل المعلمة إليه وتعانق كفها بكفه ، ثم يرحلان بعيدا عني ، وأنا لا يزال نحيبي مستمرا حتى سمعت صوت والدتي وهي تناديني ، فاستيقظت من المنام وأنا ألهث بأنفاس متقطعة كمن هو في سكرات الموت ، فما كان من أمي إلا أن هوت بصدرها على رأسي ، وأناملها تداعب صدغي ، في محاولة للتهدئة من روعي ، والتأكيد على أنه مجرد كابوس مزعج من أضغاث أحلام ، إلا أنني كنت على قناعة أن ما شاهدته ليس حلما بل هو الحقيقة المؤلمة ، فذلك الأبله الأشقر قد خطف مني أحلامي وأمنياتي  ، دون أن أتمكن من مجابهته كالفرسان الشجعان في رحى موقعة الحب .

وتتابعت الأيام بعدها ، وأنا أقف كشاهد عصر ، على كتابة سطور الأيام التي تزاحمت فيها لوعتي ، مترصدا معلمتي التي عشقتها من كل قلبي ، لا يشغلها من  الحنان والعطف والمودة إلا (( توفيق )) ، كم هو مؤلم هذا الشعور ، أن تجد من أحببت أسيرا في محبة شخص آخر ، ولربما أثناء كتابتي لهذه القصة بعد كل هذه السنين ، أستطيع أن أتفهم السبب في سلوكي العدواني الذي حدث بعد ذلك ، وخصوصا بعد ربطه مع أسطورة (( أوديب )) ، حين استغلها (( فرويد )) ليؤكد أن الولد يتعلق بأمه في صغره أشد التعلق ، و أن مشاعر الغيرة والكراهية تسيطر عليه تجاه والده ، وهو يظن أنه ينافسه في الاستئثار بقلبها ، وهذا هو ما حدث معي تماما في ذلك الوقت ، فأنا كنت متعلقا جدا بالمعلمة (( جميله )) ، وهي لا تبادلني تلك المشاعر ، بل إنها لم تكن تكترث لي قط ، بعكس سلوكها المفرط في الحب لـ (( توفيق )) ، وهذا كان مدعاة لبدء حرب نفسية كارثية في عقلي ، وما كانت  لتنتهي إلا بعزمي وإصراري على قتل (( توفيق )) ، لعل معلمتي حينها تدرك خطأها و تعود إلى رشدها وصوابها ، بالتمييز بين من أحبها وبين من لا يفقه شيئا في أبجديات الحب .

كان كل همي بعد قراري بقتل (( توفيق )) ، الحصول على سلاح لتنفيذ المهمة بنجاح ، ولكن ماذا سيكون ذلك السلاح يا ترى ؟

قصص حب لم تجد لها حبيب ... القصة الأولى (( المعلمة جميله )) 1

أشرقت شمس أيلول من خلف الهضاب المكسوة بحجارة الأبنية الصماء ، وتدافعت خيوطها الذهبية باستحياء فتاة بكر في خدرها ، لتعانق نوافذ البيوت الندية ، وتتلاعب بسبات طلاب المدارس المعتكفين في منازلهم من ورائها ، بعد ثلاثة شهور أكملت عدتها برتابة توالت عند هذا الوقت من الصباح تحديدا ، في ضيافة عطلة صيفية لفظت أيامها الأخيرة وتوارت خلف ليلة تود إدراك شقيقاتها في رحلة الزمان المتعاقب بميقات السماء .

كنت صبيا يقترب من إتمام العقد الأول له في هذه الحياة ، وكنت مزهوا بقامتي التي بدأت تطول كأغصان الأشجار حين تبالغ في نضوجها المبكر ، وكعادتي مع بداية كل سنة دراسية جديدة ، ذهبت إلى المدرسة والفضول يسابق خطواتي ، لاستكشاف زملائي الجدد والتعرف على معلمات الصف الرابع الابتدائي ، كان الطقس جميلا والسماء صافية إلا من غيوم بيضاء متناثرة ، تنذر باقتراب فصل الخريف وأجوائه الكئيبة التي ستحول بين الوقت والاستغلال الأمثل له في اللعب اليومي في شوارع الحارة بعد انقضاء الدوام المدرسي .

لم أكترث لتلك الهواجس ولم ألقي لها بالا ، وسارعت الخطى لاجتياز بوابة المدرسة الحديدية المشابهة تماما ، لتلك البوابات المستخدمة في السجون ، ولربما كان هنالك رابط عجيب بين تشابه البوابتين ، فالطلاب والمساجين في مدينتنا، يشتركون في بغضهم للمكان ، ويتوقون دوما إلى الدقائق التي تعتقهم  أحرارا إلى الحياة من جديد ، فالسجن ليس لتهذيب النفس واصلاحها ، والمدرسة ليست نبراسا يضيء ظلمة الجهل ، بل كلاهما وجهان لعملة تدعى الانحراف ، ولذلك نادرا ما نجد مجرما يرتدع بعد خروجه من السجن ، أو طالبا يحترم الآخرين ويصون حقوقهم بعد قراءة أول سطر له في مناهج التعليم .

وقفت في الطابور الصباحي وبدأت أراقب باهتمام شديد ، الجموع التي بدأت تتوافد من طلاب ومعلمات ، لم تختلف الوجوه كثيرا ، فمعظم الحاضرين يكادون يذكرونني بالمشهد ذاته ، قبل انقضاء السنة الدراسية المنصرمة ، مديرة تقف متجهمة الوجه وفي يدها قطعة خشبية غليظة ،معلمات بوجوه شاحبة وبائسة ، وكأنهن يقفن في حضرة المراسم الأولى لجنازة ميت ، عيون حمراء متورمة ، وشفاه أطبقها  العبوس ، ونظرات ازدراء للطلاب المبتسمين في وجوههن ، حفاظا على مظهر الهيبة والوقار ، والطلاب في الضفة المقابلة من الباحة المدرسية ، يقفون كجيوش العسكر ، ويخافون من مجرى النفس الخاطىء في مدارات المزاج السيء لأعضاء طاقم التدريس ، فلقد حدث في يوم من الأيام ، تواصل سعال أحد الطلاب أثناء إلقاء مديرة المدرسة لخطبة عصماء حول ضوابط الالتزام بكل أمر تمليه المعلمات على الطلبة دون مناقشة أو تفكير ، ولكن صوت السعال استفزها ، معتقدة أن الطالب قد تعمد فعلته كي يسخر من كلامها ، لتنهال عليه بضربات متتالية من أداة التعذيب الخشبية التي لا تبارح قبضة يدها ، في أنحاء عشوائية من جسده النحيل ، وما أوقفها إلا قطرات الدماء التي تدفقت كعين ماء جارية ، بعد ضربات توجهت في حين غفلة من الانفعال إلى الأنف والشفتين ، لتنتهي واقعة التعذيب تلك ، وتظل عبرة لكل من تسول له نفسه في تعكير مزاجها بقصد أم بغير قصد ، وهذا بالطبع حال العديد من الشخصيات النمطية المتعثرة بمبادىء الثقة في النفس بمجتمعاتنا ، فهم يعتقدون دوما  أن أي فعل أو كلمة أو حركة تصدر من حولهم ، لا يكون لها مسوغ سوى الاستهزاء بهم ، وأعتقد أن هذه الحالات تعللها اضطرابات عقلية تعود إلى فترات ما قبل البلوغ النفسي وليس الجنسي ، فمجتمعاتنا تعتمد دوما على مقياس ثابت في تشكيل الأطر الأساسية لشخصية الفرد فيها ، والتي ترتكز على عامل ثابت لا يتغير ، القدرة على اضطهاد الآخرين إذا ما هبت رياح مواتية لبث النفوذ والسيطرة ، سواء أكان ذلك في مواقع تعليمية أم حكومية أم اقتصادية ، وحتى في المنابر الدينية أو على عتبات حيز الأسرة الضيق . 

لم تكن آثار المظهر العام للطابور الصباحي لتحرك في نفسي  ساكنا ، لولا إطلالة تلك المعلمة السمراء من خلف البوابة الحديدية ، وهي تسير بخطوات واثقة إلى منصة المعلمات ، دون أن يستدعيها الفضول لاستطلاع الوجوه التي أشاحت عن جميع الحاضرين و استدارت كي تتأملها عن اليمين وعن الشمال عزين ، ولكن عينيها المشابهتين لعيون غزالة برية ، لم تلبث أن تداعت في لمعانها ، بعد أن كشفت شفتيها المتورمتين بأنوثة استثنائية ، عن ابتسامة بالكاد لمحها من تواجد بالصفوف الأولى من طوابير الطلاب ، وكم كنت من أصحاب الحظوة والحظ السعيد ، وأنا اتنشق الهواء الذي اختلط بعبق عطرها الساحر ، لتأخذني بعيدا إلى عالم جميل من المشاعر التي ماعرفتها في حياتي قط ، من تكون هذه المعلمة ياترى ؟ وهل ستكون من معلمات الصف الرابع ؟ كم تمنيت حينها أن تكون كذلك ، كي أتمكن من مشاهدتها في منأى عن هذه الجموع الغفيرة ، ولكي استأثر بمحبتها لي وحدي دون أن يشاركني في ذلك أحد .

سيرة (( طرطور ))

عندما كان (( طرطور )) تلميذا في المدرسة ، قرر المعلم أن يعينه (( عريفا للصف )) ، ومع أن (( طرطور )) كان يمتاز بالبلاهة والغباء والسذاجة ، إلا أن المعلم لم يتردد في اختياره لتلك المهمة ، على اعتبار أنه التلميذ الوحيد الذي تربطه فيه صلة قرابة من الدرجة الثانية أو الثالثة ، وهذا سيكون مسوغا كافيا لضمان ولائه ، وتكريس جهوده للحفاظ على هدوء ونظام الصف في أوقات الفراغ التي تفصل الحصص أثناء الدوام المدرسي ، أو عند ضبط طابور الصف أثناء دخوله وخروجه من وإلى باحات المدرسة في الصباح والمساء ، وبالفعل صدق حدس المعلم وتم استدعاؤه من قبل مدير المدرسة ، ولكن ليس ليشكره على حنكته في اختيار الطالب المناسب للمكان المناسب ، بل ليشرح له المعلم منطقية المعيار الذي اتبعه في اختيار (( طرطور )) كعريف للصف ، وحين قال له بحماس (( إنه ولد عمي )) ، تراجع المدير بالفور عن موقفه العدائي ، وربت على كتف المعلم بعد أن غمره بوابل من الثناء  ، وردد حكمة اجتماعية أثبتت فشل تطبيقها في العديد من المناسبات : (( أنا وأخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب )) .

(( طرطور )) دخل الجامعة وفقا لمعدله المتدني الذي يعكس قدراته الذهنية القصوى كطالب تلقى تعليمه في المناطق الأقل حظا في البلاد ، ولا ضير في ذلك البتة ، فالتعليم حق مشروع لكافة المواطنين ، ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب ، أن مستوى (( طرطور )) قد اختلف اختلافا جوهريا في تحصيله الإكاديمي ، و معظم علاماته تكاد تصل إلى مرحلة الكمال ، وهذا كان يستدعي التمحيص والتنقيب عن سر هذا التحول المفاجىء لديه ، حتى اعترف لصديقه في سهرة شبابية صيفية ، أنه لا يسجل مواده الجامعية إلا عند أساتذة من بلدته أو عشيرته ، هذا ولم تتوقف سيرة (( طرطور )) الاستثنائية في حياته الجامعية عند هذا الحد ، بل تم اختياره كعضو منتخب لمجلس طلبة الجامعة بأغلبية ساحقة ، ورقم قياسي غير مسبوق في تأييده ونصرته ، فمعظم الطلاب والطالبات في كليته هم من أبناء عمومته ، وهكذا أصبح (( طرطور )) وجيها من وجهاء وشيوخ طلاب الجامعة ، و كل من تسول له نفسه في التعدي على إحدى محارم الجماعة الذين يتواجدون تحت مظلته ، سيذبح هو وكل من يناصره كالشاة الجرباء في حرم الجامعة ، وعلى مرأى من جميع الطلاب و أعضاء الهيئات التدريسية وعناصر الأمن وأعوانهم  ، ليكون بذلك عبرة لمن سواه ، وكم ترك (( طرطور )) فراغا في جماعته بعد التخرج ، إذ ظل الجميع يتشاورون ويتباحثون لعدة شهور لانتخاب الشيخ الجديد للجماعة خلفا لـ (( طرطور )) .

لم يواجه (( طرطور )) أية مشاكل في ركوب قطار الوظيفة بعد التخرج ، ولم ينتظر في محطة البطالة أكثر من هامش زمني كان يفصل إتمام اجراءات حصوله على شهاداته المصدقة من الجهات الرسمية حسب الأصول ، وقد حظي بمركز وظيفي مرموق في كبرى مؤسسات الدولة ، فخاله في تلك الحقبة كان نائب رئيس الحكومة ، وهذا أعفاه من الإذعان لكافة الاجراءات البيروقراطية المطولة لغايات التعيين ، فلا تقدم لامتحان كفاءة ، ولم يخضع لمقابلة شخصية ، ولم يفرض عليه انتظار دوره في الديوان المعني بالوظائف الحكومية ، فمكالمة هاتفية من خاله (( البيك )) اختصرت كل المسافات .

تقلد (( طرطور )) عدة مناصب رفيعة في الدولة بعدها ، وكانت تزكيته دوما عند كل اختيار ، صلة القربى التي تربطه بمتخذ القرار ، وهكذا سطر (( طرطور )) حروف اسمه الذهبية في تاريخ الدولة ، فقد أثبت جدارته وكفاءته في كل المناصب التي تقلدها ، إذ أن الرافد الرئيس في أي عجز كان يصيب موازنة الدولة ، كان يتأتى دوما من الحقيبة الوزارية التي يترأسها (( طرطور )) .

وتقاعد (( طرطور )) وعاد إلى صفوف المواطنين ، ولكن أهله وعشيرته وجيرانه ، وأحبابه وأبناء بلدته ، التفوا حوله ليكون ممثلهم في مجلس الشعب ، وبالطبع فإن (( طرطور )) لبى النداء دون تردد ، وأغدق مناصريه بوعود تحقق كافة مطالبهم ، و لم ينكث (( طرطور )) أية وعود قطعها بالطبع ، ولكن لزوجته وليس لمنتخبيه ، فأصر على المطالبة  في كل جلسة عادية وغير عادية لمجلس الأمة ، برفع سقف المزايا والحوافز والمكافأت لأعضاء المجلس قبل الخوض بأية قضية أخرى تعنى بالمواطنين .  

وعندما بلغ (( طرطور )) من الكبر عتيا ، ووجد نفسه مهمشا من الدولة ومؤيديها ، بدأ يفكر ولأول مرة في حياته ، لعله يجد سبيلا يمكنه من استرداد مكانته التي كان يحظى بها على الدوام ، لمسببات قدرية يمكن اختصارها باسمه الذي كان مقترنا بعشيرة وبلدة تتميز بكثافة سكانية عالية ، وحين ضاقت به الطرائق وتقطعت به الأسباب ، جاء ربيع المعارضة المناهضة لنظام الحكم في دولته ، وهنا كانت فرصته الذهبية للتربع على عرش المشيخة من جديد ، فجمع الناس من حوله ، واعتصم بهم في وجه الحكومة ، وطالب بمحاربة الفساد المستفحل في الدولة ، وأقسم أنه سيظل مع الشعب في مواجهة الظلم والاستبداد حتى آخر رمق في دمائه التي تفيض بالوطنية والاخلاص ، مستشهدا بتاريخه الحافل بخدمة الوطن والمحافظة على المال العام في  مختلف دوائر ومؤسسات الدولة التي ترأسها ، وما تبع تجاربه وخبراته بعد ذلك ، ليصبح فيلسوفا وحكيما يتفوق على (( أفلاطون وأرسطو وابن خلدون وجان جاك روسو )) في نظرياته وآرائه في رسم معالم الدولة المدنية المعاصرة .

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل (( الطراطير )) الذين تسببوا في تخلفنا ، ونتساؤل بخجل : (( هل لدى أي فرد هاجس أو شك بعصر النهضة المرتقب ؟ طالما كانت ثقافة المجتمع تجزم أن الولاء للقرابة وليس للكفاءة ؟ )) .

إلى من اخترق أنوثتي

اواه يا من اخترقت انوثتى الحبيسة
اواه مما فعله بى حس*** الحانى الجبار
تكاد زفراتى واناتى واهاتى تشق عنان السماء
كما شقنىسيفك البتارالى نصفين
لم ادر كم ارتعشت ليلتها
لم احص ارتعاشاتى
نهداى نافران من فرط ما التقمتهما مرات ومرات
ردفاى متمتعتان من فرط الاختراق اللذيذ
ادفع برقة تارة وبعنف مرات
ارتشف رحيق شفتاى المكتنزتين والمشتاقتين
اقذف بحممك الملتهبة داخلى
وانا اعتليك
والتوى من فوقك منفرط الخدر واللذة الجامحة
ليتك لاتترك بقعة فى جسدى الا وتشعرها بانوثتها
ليتك لاتترك شبقى الا وقد هدأ
ليتك لاتترك بركانى الاوقد خمد
ليتك لاتترك شفتاىولا نهداى ولا شفرتاى
حتى يرتوى الجسد الظمأن
لكل من يريد ان يشارك في مجلة المرأة بخاطرة من خواطر الحب أو قصص الحب فبإمكانه أن يتركها على شكل رد على هذا الموضوع او اي موضوع آخر وسنقوم بنشرها مبارشرة

تعال حبيبي

ناديته
وقلت له الحقنى وطفى نارى
قالى وانا كنت منتظرك بفارغ صبرى وامالى
ومن غير ما اكلم
قالى الليله سريرك صدرى
ومخدتك هتكون حيبيك الغالى
مكدبتش خبر
وقلت على السرير والاعب مخدتى
لاقيت الزغب الحرير اسود غطيس جننى
وعطر سيفه هوسنى
وكان هو بلسانه بيداعبنى
ومخلانيش لا على حامى ولا بارد
لحد ما قلت ارحمنى
ويلا قوم خلص نارى
وخلى السيف والغمد يقولوا الالحانه
قالى لسه بدرى يعيونى
لما اوصل بيكى لفوق فى السماء
واثير جنونك
وعسلك يسيل لحد ما اشيع منه وارتوى
اقوله تعبتنى
يقولى انا بسعدك
جننتنى
يقولى وانا مش قادر ابعد لسانى عنك
واغرقه من شهدى
ويقولى كمان اروينى ياع
بقلم العاشقة
لكل من يريد ان يشارك في مجلة المرأة بخاطرة من خواطر الحب أو قصص الحب فبإمكانه أن يتركها على شكل رد على هذا الموضوع او اي موضوع آخر وسنقوم بنشرها مبارشرة

أذابني الرجل الأسمر

اذابنى
حين مرر يديه وامسك بقدمى بين يديه وعلى قدميه
وبدا يمسد بيديه عليها
ويزيح عنها جواربى
ليرى قدمى
وبداتت اصابعه تلاعبنى
كعازف يضرب بازتار جسدى
واتت شفتاه باحثه
عن شفتى فلثمنى فتمسكت بها
كعطشى الليالى
وبيديه تلاعب رقبتى
صدرى الذى انتفض له وانتصب لملسه
فجرنى وشرت بعسلى يتساقط قبل ان يقترب من وردتى بيده
ويقبض عليها بيديه
وانا ابحث عن اسمرى اللون حبيبى
التى كنت اشتاق لملامسته
فاعذرونى
لانى كنت مشتاقه وكم كان الاشتياق
تشعل نيرانا
ولى وده اخرى ليلتى لانها لم ابداها الى الحين
لكل من يريد ان يشارك في مجلة المرأة بخاطرة من خواطر الحب أو قصص الحب فبإمكانه أن يتركها على شكل رد على هذا الموضوع او اي موضوع آخر وسنقوم بنشرها مبارشرة

ليلتي الساخنة مع حبيبي الأسمر

احببت ليلتى هذه
ربما يومى نفسه
مارست الحب
لكن بطريقه نادره
كأنى عذراء
تفتح كما ورده لمالكها
لمساته قبلاته
التهمته
كانى لم ارى رجلا قبله
كنت متوحشه فى ممارستى بمعنى الكلمه
كانثى
اخرجت من بركانها
تفجرت فيني كل معانى الجنس
قبلته المدموغه برائحه تبغه وارتشافى من زغب صدره
وكيف زبحنى بسيفه وهو يدخله بغمدى
صرخاتى لم انتبه اليها
لكن ليلتى لم اريدها ان تنهى
وهو معى بانفاسه العطره يضمنى كالوليد مشتاق الى صدر امه
وليلتى لم تنهى
فكان بها الكثير والكثير
ولكن لى عوده اخرى مع حبيبى الاسمر
لكل من يريد ان يشارك في مجلة المرأة بخاطرة من خواطر الحب أو قصص الحب فبإمكانه أن يتركها على شكل رد على هذا الموضوع او اي موضوع آخر وسنقوم بنشرها مبارشرة 

لقاء الأنثى بالذكر

هو يعرفنى كمعرفتة كف يده
يقرائنى بدون همس بنت شفه من فمى
يلاعبنى ويداعبنى ويعلم مايثيرنى
يجعلنى هادئه لحين انفجار الموعدى
فيشعل النيران بجسدى
كمهرة محتاجه للجمه
اصابعه تضرب على جسدى
وهو يبتسم فيسلب لبى من جوانبه
واعطيه كل ما فى قلبى
فاحتار ابد من اين معه
من شفته ام اصابعه ام حنايا جسده
واجد الصدر امامى يغرينى ان اتمرغ بين جنات زغبه
اسمع ضحكته وهى تجلل من كلمى
وهو يلوح بما فى يده لانه يعلم
ان هذا هو مرادى معه
فاجد سيفه ممدود والزغب حوله
كحية تتراقص وترقض على بيضاتها وتتلوى
فاسقط عينى عليه ولا اتوارى عنه لحظه
اراه فارسا يريد ان يدخل فى غمدى يضرب صولات وجولاته حتى ينزف شهدى
فاجد غمدى ينبض لرؤيه تؤامه ويبض فى نزف عسله
وتبدا صراخاته وصراخاتى كى يبدا معركته
لان قلعتى مستسلمه لفارسها من قبل ان يبدا
وها انا الطالبه باجتياحى بسيفه
ليضرب فى غمدى واتهاوى وانا امسك بفارسى
طالبه منه المزيد من سيفه ليصل لاخر قلعتى
ليزيدنى ثورتى لافور واثور واتهاوى
وها ا نا معه حتى نتلاقى فى احلا مشهد
عند امتزاج الشهد بالعسل
واكون انا فى حضن حبيبى

يا عاشقي لا تنسى موعد نهداي

يا عاشقي
اناديك من كل حين الي حين
الم تسمع النداء والحنين؟؟؟؟
نهداي يرفضون نوم السجين
يثورون علي ويردون الرحيل
الي ثنايا شفتيك ويابون البديل
اه لو تحس حراره حلماتي
لعملت ما مدي احتراقاتي
واشتياقي للسانك يداعي ثدياي
ويرتوي مني ويرضي نهداي

كم اشتاق ليديك تحضن خصري
وتضمني بلهفه وتقبل شفتاي
وتذوق من ريقي وتلعق لساني
وتمصه بشده حتي يثار كياني

متي؟؟ متي؟؟ تداعب خصري يداك
وتجول علي جسدي وتنول رضاك
وتهمس بأنوثتي اني مشتهاك
وترضع منها كطفل وتابي فطماك
وتجول فيها بلسانك لتصل لمنتهاك
وتاصر بمائي لا يذوقه الا شفتاك
تلعقه بعنفوان شبابك ووهو يابي
ان يكون مسكن الا لسواك
العقها حبيبي وامتع لسانك
لم اوعدك ان لن تكون الا لاك؟

امتعها واقرب ذكورتك منها
وداعبها
وادخله بقوه جماحك وعانقها
اني مشتاق هلك وانها لمشتاقه
ولا يسهو عليك موعد لقياي
حين ياتي هو لفمي ونهداي

Followers

Pageviews Last 7 Days