عقدة أوديب والكترا

عقدة أوديب هو مصطلح استوحاه عالم النفس الشهير (فرويد) من قصة يونانية شهيرة كدلالة على تعلق الطفل بحب أمه إلى درجة الغيرة عليها حتى من أبيه .

أما عقدة الكترا فهو أيضا مصلح استوحاه (فرويد) من أسطورة يونانية شهيرة أيضا كدلالة على تعلق الفتاة بحب أبيها إلى درجة الغيرة عليه حتى من أمها .

ما دفعني للحديث عن هذه العقد التي أشار إليها (فرويد) هي مشاهدات بدأت ألاحظها في أماكن عديدة وأفكار بدأت أسمعها من بعض الشباب والفتيات والتي من وجهة نظري تحتاج لجدل ونقاش طويل .

وهذه المشاهدات والافكار تتعلق بوجود فجوة عمرية كأساس مسبق في العلاقة بين الرجل والمرأه ، ولكن هل وجود هذه الفجوه لا يرتبط في عدم التوافق الفكري بين الرجل والمرأة وبالتالي عدم التأثير سلبا في المدى الطويل على نجاح تلك العلاقة ؟

سأبدأ في الحديث عن الشباب أولا ، فقد بدأت ألاحظ أن بعضا منهم في المرحلة العمرية الممتدة من سن العشرين وحتى سن الخامسة والثلاثين يرتبطون بعلاقات مع نساء يكبرونهم بأكثر من عشر سنوات على أقل تقدير ، بصراحه لن أخوض في تفاصيل الحديث عن تطور هذه العلاقة إلى مرحلة الزواج أم لا ولكن حديثي سيكون عند بداية العلاقة فقط .

عند سؤالي لبعضهم عن سبب خوضه لعلاقات من هذا النوع ، فمنهم من أجابني أن الفتيات اللاتي في عمره مغرورات جدا وأنه من المستحيل أن ينظرن إليه مهما حاول في سبيل ذلك .

شاب آخر أخبرني أنه يحب المرأة الخبيرة في الحياة لأنها تستطيع تفهمه بشكل أكبر بكثير من الفتاة الصغيرة في السن وهنا بصراحة لي تعليق بسيط وهو كيف لذلك الشخص أن ينتقد تفكير فتيات جيله ويعتقد أنه يتفوق بتفكيره وخبرته بالحياة عليهن ؟ هل السبب هو أنه ذكر وهذا يعطيه ذلك التفوق ؟ بصراحة لست أدري .

شاب آخر يقول : أن الفتيات الصغيرات مزاجهن متقلب بشكل سريع ومشاعرهن تكون مختلطه وبالتالي لا يعرفن ماذا يردن ، أما المرأه الأكبر عمرا فتكون مشاعرها صادقة وثابتة وتكون هي المبادرة دائما لاكتساب المودة والحب .

وسؤالي هنا : هل تبدلت الأدوار في عصرنا الحديث وأصبحت المرأه هي التي يتوجب عليها أن تكون المبادرة في الحب ؟

مثال أخير وهو حول شاب لاينظر إلى الموضوع إلا من منظار مادي بمعنى أنه ينظر إلى النساء الأكبر منه سنا على أنهن سيكن مستقلات ماديا وبالتالي لن يخوض في دوامة الإنفاق عليهن بل هن من سينفقن عليه .

أما عند الحديث في الزاوية المعاكسة فلربما يكون ارتباط الفتيات بالرجال الأكبر منهن سنا ليس بالأمر الغريب أو غير المألوف ولكن الذي أراه غير منطقي في عصرنا الحديث أن ترتبط الفتاه برجل يكبرها بعشرين عاما فأكثر ولتحفظاتي أسباب عديدة تتلخص فيما يلي :

- بعد مرور عشر سنوات على هذا الزواج سيصبح الرجل ثقيل الهمة ولديه برود عاطفي ومستهترا بكل الجوانب الرومانسية التي لا تنتهي احتياجاتها في حياة المرأه بحكم طبيعتها التي خلقت عليها وبالتالي تبدأ المرأه بالشعور بالوحدة والنقص وتتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق .

- بعض الفتيات يعللن الارتباط بالرجال الكبار في السن لضمان الراحة والعيش الكريم من الناحية المادية ، ولكن هل ذلك سيضمن لهن الراحة والأمان من نواحي أخرى ؟

- سمعت قصة من فتاة على لسان أمها معللة عدم رغبتها بالارتباط بشباب من جيلها وبحثها عن رجال كبار في السن أنها تبحث عن رجل يقدرها ويحترمها ويغمرها بالعطف والدلال والحنان ويقدر المسؤولية حق التقدير وبالتالي لا تتعب في حياتها معه ، وهنا لدي تساؤل حول نظرة بعض الفتيات للشباب من جيلهن على أنهم مستهترون ولا يتحملون المسؤولية ؟ وهل حقا هذا هو السبب الحقيقي أم أنه ضعف في ثقة هؤلاء الفتيات بأنفسهن ؟

- بعض الفتيات ينظرن إلى أقرانهن من جيل الشباب على أنهم كاذبون ويدعون الحب وأنهم لا يبحثون إلا عن مصالح معينة من الفتاة وبمجرد الحصول عليها تظهر حقيقتهم وخداعهم ، وأقول لهؤلاء الفتيات هل يجوز التعميم على كل الشباب بهذه الطريقة إذا كان هناك بعض الأمثلة السلبية ؟

- أخيرا فإن بعض الفتيات نتيجة لفقدان آباءهن في مراحل عمرية مبكرة يتعلقن برجال كبار في السن ليتم تعويضهن عن حنان الأب الذي افتقدنه في الماضي ، ولكن هل البحث عن حنان الأب كفيل بنجاح علاقة زوجية ؟

وفي النهاية يبقى ملخص التساؤلات المطروحه في هذا الموضوع :

هل وجود فجوة عمرية بين الرجل والمرأة يعتبر عاملا إيجابيا أم سلبيا في نجاح العلاقة بينهما ؟

أم أن فارق السن ليس له أي تأثير في نجاح أو فشل تلك العلاقة ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days