الفتاة الشرقية بين الخجل والموضة

تمتاز الفتاة الشرقية عن غيرها من فتيات العالم بأنها لا تزال تحتفظ في داخلها بعنصر الحياء والخجل عند مواجهة الناس من حولها وأرجو أن لايفهم من كلامي أن هذا نوع من الضعف في شخصية الفتاة الشرقية بل هو تأثر بطبيعة المعتقدات التي تنشأ عليها بالاضافة إلى نظرة المجتمع الذي له دور جوهري في تقييد حرية سلوك الفتاة وتصرفاتها وأقصد هنا تحديدا أن أي تصرف قد يصدر عن تلك الفتاة ويكون غير مألوف أو متعارف عليه في المجتمع يؤدي إلى إصدار الأحكام وكثرة القيل والقال حول سلوكيات وأخلاق تلك الفتاة ولربما يصل الموضوع في بعض الأحيان إلى إصدار عقوبات شديدة بحق تلك الفتاة من أهلها والمقربين منها .

وهذا الخجل الذي يبقى ملازما للفتاة الشرقية يتعرض لصراع عنيف مع ما يسمى بالموضة وسيقتصر حديثي في هذا الجانب على طبيعة لباس المرأة بين صراع الخجل وصراع التحدي في مواكبة موضة أنواع الألبسة المختلفة .

يبدأ هذا الصراع عند الفتاة الشرقية بين اتخاذ قرار المغامرة بارتداء أنواع معينة من الألبسة مع علمها المسبق أنها ستؤدي إلى الكشف عن أجزاء معينة من جسمها وبين خجلها كفتاة شرقية ونظرة المجتمع لها عند قيامها بارتداء تلك الألبسة و يتطور هذا الصراع حتى تكون الغلبة في معظم الأحيان لشعور التحدي ومواجهة المجتمع بتلك الملابس ، ولكن هذه القوة المتأججة لا تلبث أن تبدأ بالتحول إلى ضعف بشكل تدريجي من خلال المواقف التي تحدث معها بعد خروجها من المنزل ومواجهة الناس .

يحضرني في هذا الصراع الذي ذكرت بعض الأمثلة التي أود أن أذكرها :

- في الحديث عن القميص القصير ( البلوزة أو التي شيرت) قصص كثيرة ، فبعض الفتيات اللواتي يكون الصراع عندهن في أشد حالاته بين الخجل والموضة يخرجن من منازلهن وقد أصروا على ارتداء ذلك القميص وبمجرد جلوسهن في مكان عام يرتفع ذلك القميص إلى الأعلى مما يتسبب في انكشاف أجزاء خلفية حساسة لدى تلك الفتيات وهنا تكون الكارثة حيث تصبح الفتاة في حالة قلق وتوتر وعدم تركيز مع من حولها ، وتتحول النزهة التي خرجت إليها لتصبح عملية تثبيت لذلك القميص حتى لا يرتفع للأعلى حتى أن بعض الفتيات يلتصقن بالمقعد الذي يجلسن عليه ويتحولن إن جاز التعبير إلى صنم لا يتحرك أبدا على الرغم من آلام العضلات والمفاصل الذي قد يبدأن بالشعور به ومع هذا يقاومن كل تلك الآلام خوفا من مخاطر ارتفاع ذلك القميص ومشاهدة الناس لجسدها .

- التنورة القصيرة وأعتقد أن هذا النوع من الألبسة ليس جديدا ولا مستحدثا في عالم موضة الملابس ومع هذا لا تزال بعض النساء يصرون على ارتدائها على الرغم من وجود الصراع الذي ذكرته لديهن ، وطبعا بمجرد مواجهتهن للناس تبدأ عمليات الإنزال لتلك التنورة إلى الأسفل لتغطية الساقين وتستمر عمليات الإنزال تلك طوال جلسة المرأه ، ولربما من الصعب بمكان أن يتم إحصاء عدد المرات التي ستقوم فيها المرأه أو الفتاه باستخدام يديها لإنزال تلك التنورة للإسفل .

- مرة أخرى سأتحدث عن القميص ولكن هذه المرة بالتركيز على الجزء العلوي منه ، فبعض الأنواع من تلك القمصان تكون منخفضة جدا عن منطقة الرقبة وبالتالي يكون هناك صراع جديد للمرأه مع ذلك القميص في مخاطر انكشاف منطقة الصدر وهنا تبدأ من جديد عمليات عكسية هذه المرة وهي برفع ذلك القميص للأعلى أو وضع اليدين عند منطقة الرقبة كحالة دفاعية مستمرة لإخفاء ما قد ينكشف بسبب ذلك القميص اللعين .

خلاصة القول في هذا الموضوع من وجهة نظري أن على الفتاة أن تختار بين ارتداء تلك الأنواع من الألبسة ولا تكترث عند مواجهة الناس وإما أن تبتعد أساسا عن هذه الألبسة ولتذهب الموضة إلى الجحيم .

الموضوع هو في المقام الأول مبدأ إقتناع وليس مبدأ تأثر بما يتم مشاهدته من عروض أزياء غريبة وكلام معسول من أصحاب محلات الألبسة وآراء الأصدقاء والمعارف والأحباب .

الكلمة الأخيرة لك أيتها المرأة الشرقية ولا تكوني كما يقول المثل الذي أخبرتني به زميلة لي في العمل عندما كنت أناقشها بهذا الموضوع والذي يقول :

(( كل على ذوقك وإلبس على ذوق الناس )) .

Followers

Pageviews Last 7 Days