قرد ولكن لا أنساه

اشتكى لي أحد الأصدقاء أنه لا يستطيع ايجاد الفتاة المناسبة للزواج وقد بدأ يشعر باليأس من ايجادها على الرغم من محاولاته التي لا تنتهي في سبيل لقاء فتاة الاحلام .

أخبرني أنه يرفض الزواج بالطريقة التقليدية بذهاب أمه وأخواته للبحث له عن عروس ، بل يريد أن يبحث عليها بنفسه .

أخبرني أنه وقبل فترة التقى بفتاة أعجبته كثيرا وقرر أن يحاول التقرب منها لعلها تكون من نصيبه ، ولكنه انسحب قبل أن يبدأ والسبب أنه بمجرد أن تكلم معها وجدها حزينة وتشكو ألما دفينا في داخلها حول ما حدث معها في الماضي من الشخص الذي كانت تحبه .

حاول صديقي أن يخفف عنها ويقنعها أن ما حدث ليس نهاية العالم وأن بامكانها بداية صفحة جديدة وأنه سيكون معها وسيعوضها عن كل ما مضى ، ولكن هذه الفتاة استمرت بالحديث في كل جلسة عن حبيبها السابق دون توقف ولم تحاول أبدا أن تمنح قليلا من الوقت لصديقي للتعرف على شخصيته ، فما كان من صديقي إلا أن انسحب بهدوء واقتنع أن محاولاته مع تلك الفتاة لتنسى ما حدث معها وتبدأ من جديد لن تفلح أبدا .

إن ما حدث مع صديقي ذكرني بقصة كانت والدتي تذكرني بها دائما وهذه القصة تدور أحداثها في حمام عربي قديم اجتمعت الفتيات والنسوة فيه في يوم من الايام وفجأة وبدون سابق إنذار خرج عليهن قرد وهجم على أحدى الفتيات يعانقها ويقبلها ، وبعد هذه الحادثة بعدة سنوات تزوجت تلك الفتاة ولكن الأمر الغريب الذي حصل معها أنه كلما اقترب زوجها منها بدأت تتخيله بصورة ذلك القرد الذي داهمها في الحمام العربي ولم تعد تلك المرأة تشعر بالاستمتاع أبدا إلا وهي تتخيل زوجها بصورة ذلك القرد .

يقولون : (( ما الحب إلا للحبيب الأول )) ، وإذا كانت هذه المقولة الشهيرة صحيحة فمعنى هذا الكلام أن على الشباب أن يبدأ بالبحث عن فتاة في العاشرة من عمرها ويبدأ بالتخطيط الاستراتيجي طويل الأجل ليضمن أن يحصل على حب تلك الفتاة قبل أن يأتي القرد ويأخذ ذلك الحب .

لست أدري هل المشكلة في الشباب أم في الفتيات ؟ وسبب تركيزي على الفتيات في هذا الجانب بشكل أكبر لأن الشباب نادرا ما تبقى تجارب الماضي تؤثر في حياتهم ، بمعنى أنه قد يحب الشاب فتاة حتى الجنون وعندما يفترقا لأي سبب كان تجده يتابع حياته ويبحث عن فتاة أخرى وعندما يقابل تلك الفتاة التي تأسر قلبه وعقله لربما تجده ينسى اسم الفتاة السابقة التي كان يحبها بجنون .

ولكن الأمر بالنسبة للفتيات مختلف جدا ولا أدري إذا كان كلامي صحيحا ، ولكن هذا ما ألاحظه من خلال التجارب المختلفة التي أسمع بها أو أراها ، ففي أغلب الاحيان تجد الفتاة تبقى متعلقة بحبها الاول ولا تنساه وترفض أن تعطي لقلبها فرصة أخرى للنبض من جديد على الرغم من أن حبيبها الاول قد يكون قردا عند مقارنته بالحبيب القادم الذي يكون لديه كل المزايا والصفات المثالية ، ولكن من الذي يدفع الثمن في ذلك كله ؟

من وجهة نظري أن الفتاة هي التي تدفع الثمن وهي المتضررة الاولى والاخيرة من ذلك كله ، والسبب أنها لن تستطيع إعادة الحب الضائع وبذات الوقت ستخسر الحب القادم لعدم وجود أية محاولات جدية منها لاستقطاب الحب الجديد .

وفي بعض الحالات وبكل أسف تتطور الحالة عند بعض الفتيات ويعزفون عن الزواج متذرعين بسبب عدم إيجاد الشخص المناسب بعد ولكن يكون السبب الحقيقي من وراء ذلك كله هو عدم قدرتهم على نسيان ذلك القرد .

وسؤالي هنا : إلى متى ستبقى قلوبكن أيتها الفتيات أسير ذلك القرد ؟؟!!!

Followers

Pageviews Last 7 Days