عواصف الأفكار


أثناء مطالعتي لبعض المقالات على الشبكة العنكبوتية لفت إنتباهي مقال يتحدث عن معلومة مهمة جدا من وجهة نظري وهي أن كل إنسان يوميا يمر في عقله وخاطره حوالي مائة وتسعين ألف فكره ، بعبارة أخرى ما يعادل المليون فكرة كل خمسة أيام .

سألت نفسي بعد قراءة هذه المعلومة سؤالا عجزت عن إجابته حول إحصاء خمسة أفكار من التي وردت في عقلي البارحة وحاولت كثيرا ولكن كل محاولاتي ذهبت أدراج الرياح حتى أنني عجزت عن تذكر فكرة واحدة فقط .

الأفكار التي تعصف عقولنا يوميا مائة وتسعين ألف مرة هل نستفيد منها يا ترى ؟

هل نناقشها مع الأشخاص من حولنا ؟

هل نحاول تطبيقها في حياتنا ؟ أم أنها تبقى مدفونة في تابوهات مغلقة ومظلمة في أعماقنا ؟

من وجهة نظري أن كل إنسان لديه عقل وتفكير لا بد من احترامه بل يتوجب تشجيع ذلك الإنسان في تحفيز تلك العواصف الذهنية للخروج إلى أرض الواقع وليس الاستهتار والسخرية وما يتبعها من إتجاهات سلبية عند البعض في إحباط كل محاولات عواصف الأفكار بحجة أنها أحلام وخيالات غير قابلة للتطبيق أبدا .

القضية ليست مرتبطة بعمر معين أو بشهادات أكاديمية أو ثقافات معرفية وهي ليست حكرا على فئة معينة من الناس .

كل إنسان لديه أفكار بصرف النظر عن طبيعتها واتجاهاتها ولديه القدرة على تطويرها واستخدامها في تحسين أسلوب حياته ، وأنا لا أقول أن كافة تلك الأفكار قد تكون قابلة للتطبيق أو غير متعارضة مع الأعراف العقائدية والمجتمعية التي هي جزء لا يتجزأ من تشكيلة شخصياتنا .

عواصف الأفكار هي مهارة تحتاج إلى التطوير والتدريب لكي تتبلور في صورتها النهائية فيتمكن بعد ذلك كل فرد من الاستفادة منها في نواحي حياته المختلفة .

في مجتمعاتنا الشرقية لا نزال نعاني من هجوم عدو خطير جدا لعواصف الأفكار ألا وهو مايسمى ( بثقافة العيب ) وللأسف صفوف المقاومة لدى الإنسان الشرقي في أغلب الحالات تكون ضعيفة جدا أمامه .

لكن إلى متى ستبقى المقاومة ضعيفة نحو ثقافة العيب ؟

هذا هو السؤال الذي نحتاج للإجابة عليه أولا .

Followers

Pageviews Last 7 Days