زوجة صديقي وزوج صديقتي

مما لاشك فيه أن ما سأتحدث عنه اليوم له علاقة كبيرة بصفة ملازمة للبشر وعلى الرغم من إني أعتبر أن وجود تلك الصفة في حياتنا ليست بالضرورة بالأمر السلبي ولكنها وبكل أسف في العديد من المواقف تكون سلبية وقد تصل في بعض الأحيان لمرحلة مرضية مزمنة .

هذه الصفة هي الغيرة التي تحدث بين الناس وحديثي عنها هنا سيكون في الغيرة التي تحدث بين مجتمعات المتزوجين وما قد يحدث بسببها من مشاكل قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الطلاق .

سأبدأ بالحديث عن زوجة الصديق وهنا نجد أن كثيرا من الرجال يكونون معجبين أشد الإعجاب بكل ما يتعلق بزوجات أصدقائهم سواء كان بالمظهر أو بالسلوك مع أزواجهن وأولادهن أو الاعجاب الشديد بهن كربات منزل في نظافة بيوتهن وقدرتهن على إعداد مختلف أنواع الاطعمة والحلويات وغير ذلك ، أو قد يكون ذلك الإعجاب متولد بثقافتهن وذكائهن .

المشكلة ليست هنا تحديدا وإنما تبدأ المشكلة عندما يبدأ الرجل بمقارنة زوجة صديقه بزوجته ويصل إلى قناعة أن زوجة صديقه أفضل سواء بكافة الأمور التي ذكرتها أو في بعض الجوانب منها ، ولابد من التأكيد على نقطة مهمة أن ذلك الرجل قد لايكون بالضرورة قد شاهد زوجة صديقه ولكن قد يكون الصديق ثرثارا بشكل مستفز ويستمتع بالاستعراض بمزايا زوجته أمام صديقه وقد يحدث ذلك بشكل عفوي أو مقصود ولكن هذا لا يهم لأن العواقب في النهاية لن تختلف .

وتبدأ المشكلة تتطور عند ذلك الرجل فيغار من صديقه كثيرا ويحسده على حظه السعيد وبذات الوقت يلعن حظه العاثر بسبب أنه لم يوفق بالارتباط بمرأة كزوجة صديقه وليس هذا وحسب فتصبح زوجته ككابوس مرعب في حياته ويتطور الامر تدريجيا فيبدأ بالاعلان عن تلك المقارنات أمام زوجته والحديث عن إعجابه الشديد بصفات تلك المرأه وقد يتحسر أمام زوجته أو قد يلومها ويعاتبها أنها ليست مثل تلك المرأه .

وقد تتطور الحالة عنده كثيرا فتصبح زوجة صديقه هي حلم وردي يتمنى لو يحظى بمثله وعندها يبدأ بالنفور من زوجته على الرغم من محاولاتها العديدة في إرضائه ولكن دون جدوى ، فتتحول حياتهما إلى جحيم لا ينتهي في بعض الحالات إلا بالانفصال بعد أن يكون ذلك الرجل قد دخل في مرحلة مرضية متأخرة جدا في هيامه بذلك الحلم الوردي الموجود في زوجة صديقه ، ولا أستغرب أن يتحرش بزوجة صديقه بعد أن يكون قد وصل إلى تلك المرحلة .

أما زوج الصديقة فقد لا تكون الحالة هنا مختلفة عن سابقتها بالحديث عن صفات زوج مثالي تكون في أغلب الحالات بعيدة عن الواقع قليلا ، ولكن الزوجات قد لا يعلن بشكل مباشر أمام أزواجهن ذلك الاعجاب بسبب ردود الافعال العنيفة التي قد تصدر عن أزواجهن ، ولكن من وجهة نظري في هذه الحالة أن بعض النساء لا يكون محور حديثهن مع صديقاتهن إلا عن أزواجهن وفي بعض الأحيان يكون الموضوع خطيرا جدا بسبب الخوض في الحديث عن تفاصيل حميمية كنوع من المباهاة والاستعراض بمحبة أزواجهن لهن ، ولايدركن ما قد يتسبب فيه الخوض بمثل هذا النوع من الأحاديث في التأثير على صديقاتهن ، والمشكلة هنا تحديدا أن المرأة بخلاف الرجل قد لا تثير مشاكل في المنزل ولكن قد تبدأ بالنفور من زوجها بشكل غير مباشر وبذات الوقت قد تبدأ بالتقرب من زوج صديقتها الذي في أغلب الأحيان إذا شعر باعجاب تلك المرأة به لن يتورع أبدا عن التحرش بها وهنا تكون الكارثة .

خلاصة الكلام أنني ضد المبالغة في الخوض بالاحاديث عن مزايا وصفات الازواج والزوجات أمام الاصدقاء ، فلست أرى من وراء ذلك أية منافع قد تعود على العلاقة الزوجية ، المهم هو اقتناعكم أيها الأزواج ببعضكم ولذلك لا تنظروا إلى غيركم إلا بحدود إيجابية قد تخدم في تدعيم روابط علاقاتكم الزوجية وليس أكثر من هذا .

ولا تكونوا كما يقول المثل : (( كل الزوجات أجمل من زوجتي )) وسأضيف عليه أيضا : (( وكل الازواج أجمل من زوجي)) ، بل عليكم أن ترددوا شعارا واحدا فقط وهو : (( زوجي وزوجتي أجمل من كل الأزواج )) .

Followers

Pageviews Last 7 Days