رمضان والصيف

مع نهاية الأسبوع الماضي اختلفت كل محاور الأحاديث في مجتمعنا ، فمن الشكاوي التي كانت تنحصر بالأسعار المطردة في الارتفاع وكيفية التعامل معها مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ، أصبحت هواجس الخوف تسكننا من تتابع موجات الحر مع بداية الشهر الملقب (( باللهّاب )) والذي سيتقاطع بعد أيامه العشر الأوائل مع قدوم الضيف الذي لا يمكن تناول الطعام والشراب في أثناء تواجده بيننا في النهار حتى ولو كانت احتمالات الالتهاب الحرارية شديدة التكرار.

البعض بدأ يخطط من الآن لوجبات السحور التي ستساعد في إبقاء منسوب جيد من المياه المختزنة في الجسم مما سيساهم في تخفيف وطأة العطش التي ستبلغ ذروتها مع توسط الشمس لكبد السماء ، ولذلك فالترشيحات تنصب لصالح البطيخ في تصدر مكونات مائدة السحور لهذا العام .

البعض الآخر بدأ بالتذمر والشكوى في أن استمرار الأجواء الملتهبة سيضعف عزيمة صيام نظرات عيونهم ، والتي لن يتمكنوا من ردعها أمام المشاهدات الساخنة المحتملة ، من قبل بعض النساء اللواتي سيمتنعن عن الطعام والشراب دون التخلي تماما عن ارتداء ملابسهن شبه المتعريه .

أشخاص خائفون من الازدحام المروري الذي نعاني منه كثيرا في مثل هذه الأيام من السنة ، معتقدين أن الاختناق المروي والحراري المرتبط بجفاف الحلق وصراخ المعدة ستكون من العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع حالات العنف التي لا تحتاج إلى مزيد من المبررات للإرتفاع .

هنالك من قرر أن يتخذ من هذه الأجواء الحارة ذريعة في التخطيط لضبط نفقات ولائم الإفطار التي لامفر من إقامتها على شرف الأقارب والأصدقاء لتكون خالية من كل صنوف الدسم التي ستزيد من أعباء حرارة الأجساد المنهكة طوال النهار .

وكثير من الرجال اشترطوا على نسائهم مسبقا أنهم سيمتنعون عن الخروج من المنزل لشراء أية مستلزمات تتعلق بوجبة الإفطار إلا مع حلول الساعة الأخيرة من وقت غروب الشمس ولاتوجد أية استثناءات في ذلك إلا إذا كانت وليمة الإفطار المزمع عقدها من نصيب أهل الرجل وأقاربه .

أما أحاديث النساء فقد تركزت على وضع خطط طوارىء وبخاصة مع هذه الأجواء الحرارية المشتعلة لتجنب محادثة رجالهن في وقت الصيام خوفا من نشوب معركة طاحنة يذهب ضحيتها أثاث المنزل الذي سيتطاير في كل مكان و الخوف من تصاعد الأحداث بعدها إلى عراك وضرب قد ينتهي بطلاق محتمل .

في كل عام نفشل في تعلم وتطبيق أهم دروس هذا الشهر الفضيل في كيفية التحلي بالصبر ، فهل سننجح في هذا العام مع هذه الأجواء الحرارية التي لم نحتملها قبل رمضان بتعلم الصبر الذي نفتقده في حياتنا ؟

صدقا أتمنى ذلك ...........

Followers

Pageviews Last 7 Days