خطيئة التفاحة

لم تثني تلك المائدة العملاقة التي ظهرت كطواحين الهواء التي حاربها ( الدون كيشوت ) الفارس الصغير ( عمر ) الذي لم يتجاوز السنتين من عمره ليتسلق ظهر الكرسي ويصعد إلى صحن التفاح الذي كان يقبع في وسط المائدة ليخطف منه تفاحه ، ملبيا بذلك طلب أخته وحبه الأول ( ياسمين ) .

وفي محاولاته التي كانت نتائجها مسبقة الفشل تمكنت في النهاية أصابعه الصغيرة من ملامسة طرف الصحن الزجاجي ولكنه وبكل أسف استعاض عن قوة السحب باستخدام قوة الدفع وخانه ذلك في تقدير القوة اللازمة لبلوغ مراده فهو لايعرف بعد قانون نيوتن الثالث وأسراره الفيزيائية في الحركة فلكل قوة فعل ردة فعل مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه ، فهوى صحن التفاح أرضا وتبعثرت أشلاء الزجاج في كل مكان لتحضر الأم المرهقة من الأعمال المنزلية طوال النهار وتوبخ الفارس الصغير الذي ترقرقت دموع الانكسار على وجنتيه الحزينتين وما أصعب دموع الفرسان النبلاء بعد الهزيمة في معركة الحياة .

ذكرتني تلك المشاهدة الحزينة بخطيئة الإنسان الأولى والتي ارتبطت أيضا بتفاحه وكان أبطالها أيضا الذكر والأنثى ، فأمنا حواء حرضت أبانا آدم على قطف التفاحة لتبدأ بعدها معاناة الجنس البشري مع حياة لا يتقنون إسدال ستائر فصولها الحزينة .

حتى أن تلك التفاحة قد ارتبطت باكتشاف قانون الجاذبية الأرضية ولكن هل هنالك ثمة علاقة ما بين قانون الجاذبية الذي اكتشفه نيوتن وكان سببه تفاحه مع قانون الجاذبية بين الرجل والمرأة والذي على مايبدو أنه قد ارتبط أيضا بتفاحه .

وكم تسائلت بعدها عن سبب بحث الأنثى دائما عمن يتمكن من قطف التفاحة لها ؟

ولماذا لا تحاول هي أن تقطف تلك التفاحة بنفسها وتطلب ذلك من الذكر دائما ؟

هل السبب هو أنانيتها وخوفها على نفسها من خوض تلك المخاطرة ؟

أم هو فقط اختبار تحاول من خلاله بدهاء اكتشاف مقدار محبة الذكر لها ؟

هل الأنثى تكره الذكر الذي لا يتقن مهارة قطف التفاح لها ؟

كم هو غريب أمر تلك التفاحة ؟ !!!

Followers

Pageviews Last 7 Days