ابن البلد أولى ببنت بلده

طالعت تقريرا على الشبكة العنكبوتية يشير إلى أن أعداد حالات الزواج خلال الأعوام ( 2004-2008 ) قد ارتفعت من ( 57312 حالة ) إلى ( 67455 حالة ) أي بارتفاع بلغ ( 10143 حالة ) وأن ما نسبته ( 88%) من حالات الزواج تلك كانت لإناث لم يبلغن بعد الثلاثين من عمرهن .

ولغاية مطالعتي لتلك الأرقام وجدت أنها تبعث على التفاؤل في أن حالات الزواج بمجتمعنا بازدياد ولكن ما لبثت أن تراجعت عن موقفي بعدما قرأت أن ما نسبته (4%) من حالات الزواج التي تمت مع نهاية عام 2008 كانت من أزواج غير أردنيين .

أرجو أن لايفهم من كلامي أنني ضد قضية تغريب الزواج أو أنني أعتقد أن ابن البلد له مزايا وصفات ليس لها مثيل في أي جنسية أخرى ، ولكن المشكلة تكمن بشكل رئيس في حال إقامة تلك الزوجة في الأردن وما ينشأ بسبب ذلك من مشاكل مرتبطة بالقوانين والتشريعات الموجودة في الدولة والتي تتعامل مع أولاد تلك المرأة الأردنية على أنهم أجانب فيفقدون بذلك حقوقهم في التأمين الصحي والتعليم وغيرها من مشاكل الإقامة وذلك لأنهم يتبعون جنسية آباءهم وليس أمهاتهم .

وأتحدث هنا عن تلك المشاكل في حال أن الأولاد لا يزالون يعيشون في كنف آباءهم ولكن ماذا ستكون العواقب في حال حدوث الطلاق ؟


وأي مصير سيكون لهؤلاء الأولاد الذين هم أساسا لا يملكون حقوق المواطنة الكاملة ؟

أنا بصراحة ضد زواج بنت البلد من الغريب بصرف النظر عن الأسباب التي قد تدفع لذلك الزواج في حال أن مكان إقامة تلك الزوجة سيكون في الأردن وليس في بلد الزوج التي يحمل جنسيتها والسبب هو الظلم الذي سيلحق بالأولاد مستقبلا من جراء عدم قدرتهم على التمتع بحقوق المواطنة كغيرهم .

لا بد من تحكيم العقل والتمتع ببعد النظر في مثل هذه الحالات قبل الموافقة على الزواج سواء من الأهل أو من الفتاة و بالتأكيد فإن نسبة الشباب غير المتزوجين من أبناء البلد هي نسبة مرتفعة ومتناسبة إلى حد كبير مع نسبة الفتيات غير المتزوجات في المجتمع ، ولذلك لماذا اللجوء إلى الارتباط بالغريب إذا كانت تلك الفتاة ستستمر إقامتها في الأردن ولن تسافر مع ذلك الزوج إلى بلده ؟

نسبة حالات الزواج تلك لا تزال ضئيلة ومحدودة نوعا ما ، ولكن لا بد من التحذير أن قضية الارتباط بالجنسيات الأخرى له أبعاد عديدة ، وكم هي حالات الزواج التي انتهت بالطلاق بسبب استغلال هؤلاء الازواج لمكانة آباء زوجاتهم لتنفيذ مصالح معينة وما أن تنتهي حتى ينتهي معها العمر الافتراضي لذلك الزواج ، ولذلك فالحرص والحذر أيتها الفتيات من الوقوع في مصيدة ذلك الزواج .

Followers

Pageviews Last 7 Days