آفة وحرب اجتماعية أبطالها الرجل والمرأة

في مجتمعنا المنهك من كثرة الآفات الاجتماعية التي لم تعد ترحم جسده الضعيف وتأبى إخراجه من قسم العناية الحثيثة في مستشفى الباحثين عن حياة كريمة ، يداهمه في هذه الأيام وبكل أسف جلطة قلبية في شريان الحياة ولست أدري هل سيتمكن مجتمعنا من مقاومة تلك الجلطة أم لا ؟

ما هذه التقلبات الغريبة التي تحدث في صحة مجتمعنا على مر العصور ؟

كم كان مجتمعنا يفاخر بأجمل وأحلى وأبدع صور العلاقات بين الرجل والمرأة في المحبة ، الثقة ، الدعم والتشجيع والمساندة ، الأمان ، التعلم وتبادل المعرفة والتجربة والخبرة ، وأهم من ذلك كله في الاحترام المتبادل بين الطرفين .

هذه العلاقة الجميلة والتكاملية بين الرجل والمرأة تحولت في هذه الأيام إلى حرب مدمرة لكل المعاني الرائعه التي كانت تهز مشاعرنا وأحاسيسنا بكل عفوية ومحبة ، فليس هنالك أجمل ولا أحلى من صورة الرجل والمرأة وهما متحابان ، ولكن وبكل أسف أصبحت الصورة الشائعة في هذه الأيام هي المفاخرة والتحدي في إظهار مشاعر البغض والكراهية لبعضهما .

في الواقع من أشعل فتيل هذه الحرب هم جماعة فاشلون على صعيد علاقاتهم الشخصية وبدلا من عدم التسرع في التعميم واصدار الأحكام على أقرانهم من الجنس الآخر ، قرروا إصدار أحكام الإعدام بحق كل من هو ليس من جنسهم ، وكلامي هذا ينطبق على الرجال قبل النساء حتى لا يعتقد البعض أني متحيز لأحدهما على حساب الآخر .

سأبدا بالحديث عن المرأة ، فهنالك نساء مبدعات في مجال ما ولديهن سطوة وتأثير أو نفوذ أو سأقول بعبارة أخرى لديهن مهارات في اجتذاب واستعطاف مشاعر النساء ، فيبدأن ببث أفكار مسمومة وملوثة في عقول النساء اللواتي يتجمهرن من حولهن في إشاعة مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء على الرجل بحجة طغيان الرجال وظلمهم في انتهاك حقوق المرأة وعدم انصافها وهدر كرامتها وتقويض أحلامها وكسر عزة نفسها التي جبلت على الحرية .

المشكلة الرئيسة في دعاة الأفكار اللواتي أتحدث عنهن أن أهدافهن ببث تلك الأفكار ليس بدافع المحبة والخوف على النساء بل هي محاولة لتفريغ أحقاد شخصية دفينة هدفها تدمير بنيان أية علاقة ناجحة بين رجل وامرأة ، هي دعوات باطلة للتمرد والتعصب الأعمى لجنس الأنثى فقط وبالمقابل طبعا النظر بكل سخرية واستهزاء لكل من هو بصورة رجل ، وصدقا أنا حزين جدا على النساء اللواتي يسلكن طريق صاحبات تلك الدعوات المشبوهه والتي لن تعود عليهن بأية منفعة أو مصلحة تضمن لهن العيش بكرامة واحترام .

أما الرجال فلدينا منهم أيضا العديد من الامثلة كذلك ، ولكن ربما من أبرزهم دعاة إطلاق الأحكام العرفية على أن كل امرأة هي شر يجب محاربته لأنها ستكون المسبب الرئيس في الفساد والانحدار الاخلاقي وكل رجل من وجهة نظري يساهم في ترويج هذه الأفكار الملوثة هو في واقع الأمر يملؤه التلوث من رأسه وحتى أخمص قدميه ، وبكل أسف هؤلاء الرجال يعلقون أيضا فشل علاقاتهم الشخصية كذنب لا يغتفر ويتحمل المجتمع أعبائه بسبب أنانيتهم وحقدهم الدفين .

لذلك أتمنى من كل رجل وامرأة قبل الانسياق وراء قادة تلك الحرب الحقيرة أن يمعنوا النظر في السيرة الذاتية لهؤلاء القادة ليتمكنوا من الحكم الصحيح على صدق نواياهم .

Followers

Pageviews Last 7 Days