في انتظار حبي المستحيل


أطالع في كل يوم صفحة جديدة من صفحات معجم حياتي وأكون عند بداية المطالعة مليئا بالتفاؤل والأمل في إيجاد مرادي الذي أبحث عنه ولكن لا يلبث أن ينتهي يومي كالمعتاد بخيبة وحسرة لفشلي في إيجاد ما كنت أبحث عنه .

ولكني دائما أجد في الليل ضالتي في نسيان تجارب الفشل التي حدثت معي في النهار وأرمي بهموم الحياة وراء ظهري وأبدأ بممارسة طقوسي الليلية التي تمنحني أحاسيس ونشوة عاشق من غير حبيب ، فأشعل شموع الحب في انتظار حبي المستحيل الملقب بالفرح .

ولكني وفي هذه الليلة تحديدا بدأت أكتشف أنني أنتظر أوهاما وأطارد سرابا ، وفي ملاحظة غير مسبوقة المشاهدة في عقلي وبنات أفكاري أكتشفت أن أحلام اليقظة التي ما انفكت عن مطاردتي في نشوة ذلك الفرح كانت تدور في أفلاك كل ما لم أمتلكه بعد .

فبدأت بمراجعة شريط الذكريات المتسارعة المشاهد والتي جعلت من شموع حبي تحترق بشكل سريع لتسرق مني ليلتي الاخيرة في انتظار حبي الذي لن يأتي أبدا .

تذكرت أنني عندما كنت صغيرا حلمت بأن أركب دراجة هوائية وكنت أحدث نفسي أنني سأجد فرحة عمري لو تحقق حلمي في اقتنائها ولكن ما لبث أن غاب عني لذة ذلك الفرح الذي طال انتظاره بعد شرائي لتلك الدراجة الهوائية .

فعدت أحلم من جديد ولكن حلمي توسعت أطرافه لينتقل من حلم بركوب دراجة هوائية لركوب دراجة نارية وجزمت بشكل مؤكد أن حبي المنتظر سيتحقق عند ركوبي وامتلاكي لتلك الدراجة النارية ، ولكن ومن جديد غاب عني الفرح المنتظر بمجرد تملكي لتلك الدراجة النارية لأن حلمي بلذة الفرح المنتظر رحل عني بعيدا ليستقر عند امتلاك سيارة .

فوقفت حائرا من هذا الحب المستحيل الذي لا أستطيع التلذذ بنشوته في أي أمر أتمكن من امتلاكه وبدأت بمراجعة دفاتر حساباتي اليومية لمشوار حياتي فوجدت أن هنالك مجموعة من الديون المتعثرة السداد والتي لم أتمكن من تحصيلها بعد وليس السبب في ذلك ضعف الملاءة المالية لدى أصحابها بل لأني فشلت في توثيق حقوقي القانونية في حق استردادها بسبب اعتقادي أن لذة الفرح تنحصر بكل ماهو بعيد المنال عني .

وأقتنعت بأن هنالك العديد من بشائر الفرح الغامضة فيما أمتلك سأجد فيها نشوة حبي المستحيل إذا تعمقت في البحث عن مواطن الجمال فيها وابتعدت عن تسخير قدرتي في التنقيب عن عيوبها .

Followers

Pageviews Last 7 Days