كل عام وانت مليكتي

يقولون أن اليوم هو عيد للحب ، وهذا ماكنت أعتقده قبل أن تشرق شمسك في سماء حياتي ، لم أكن أعلم أنه يدخر لقلبي في كل عام ، ما كنت أجزم أنه محض من خيال ، كل عام وأنت مليكتي .

نبذت وراء ظهري كل أساطير الغرام ، وكفرت بكل المذاهب العشقية والمناسبات العاطفية ، فهذا اليوم هو عيدي أنا ، وفرحتي أنا ، وكيف لايكون ؟ وهو الذي جعل حلمي بلقياك يتحقق ، كل عام وأنت مليكتي .

هل اعترفت لك قبل اليوم أنك امرأتي الأسطورية ؟

وهل غفل قلبي أن يقسم أنك (( ست النساء )) ؟

لا ... لا ... فأنت ملكة الملكات ، واليوم لابد أن أقبل البطن الذي حملك ألفا ، بعد أن جعل حضورك لحياتي حقيقة راسخة ، تتجدد كلما احتفل العشاق بعيدهم ، كل عام وأنت مليكتي .

لم أكن أتخيل أننا نرسم أقدارنا بأقلامنا ، وأن شرارة الحب الأسطوري لايشعلها إلا لقاء أرواح كانت تسبح في فلك الأحزان ، كل عام وأنت مليكتي .

سيحتفل بك اليوم الأقارب والأصدقاء ، ويطفئون معك شموع العيد ، وستتبادلين معهم التهاني والأمنيات بالعمر المديد ، وسيتهافت على قلبك الفرسان ، أما أنا فسأقف في الركن البعيد عن حياتك الواقعية ، ليس لي إلا القول ، كل عام وأنت مليكتي .

قد تمضي الأيام والسنين ، وأحتفل لعقود قادمة بهذا العيد على طريقتي ، فأنا قد لا أكون إلا بطلا من ورق لأسطورتك العشقية ، لكن سألتك بالله أن لا تكتبي خاتمة لها ، فحبر الأيام لن ينضب طالما نحن على قيد الحياة ، كل عام وأنت حبيبتي .

أترانا لو اطلعنا على الغيب هنيهة لاخترنا الواقع ؟ وأننا لو كنا ندرك أن أقسى الأوقات عسرا سيتبعها قطعا أوقات يسر حتى ولو بعد حين ، فهل كنا حقا سننتظرها ؟ أم أننا كنا سنمضي مع أول قطار عابر يأخذنا بعيدا عنها ، لكي ننسى آلامنا وأحزاننا التي مابرحت تطاردنا ، على الرغم من اعتقادنا أننا ابتعدنا عنها مذ رحلنا عن تلك المحطة ؟ قد لا أكون مكترثا اليوم بالإجابة على هذه التساؤلات ، لأنني أدركت سعادتي يوم هبت نسائم عطرك من فوق حواجز الكلمات ، كل عام وأنت مليكتي .

قلبي الآن كسفينة في عرض البحر ولن تعود أدراجها إلى الميناء الذي أبحرت منه ، بل ستمضي في رحلتها ، لعل الأقدار تكتب لها في يوم أن ترسو في ميناء عينيك ، وعندها ستكون فرحتي كفرحة طفل تائه عاد إلى صدر أمه ، وكدمعة شوق من طال غيابه عن أرض وطنه ، كل عام وأنت مليكتي .

Followers

Pageviews Last 7 Days