فنون التعري في الأعراس غير المختلطة

كنت دائما لا أقتنع بحفلات التعري التي يتم ممارستها من قبل بعض النساء والفتيات المحجبات في قاعات الأعراس غير المختلطة ولطالما كنت أعلل السبب في ذلك إلى الوصف الدقيق لتفاصيل تلك الأجساد المتعرية والتي يتم نقلها ببث حي ومباشر من خلال نشرات نميمة نسائية يتشوق بعض الرجال لسماعها بعد إنتهاء تلك الإحتفالات مما يؤدي إلى تشويه صورة هؤلاء المحجبات من مظهر الوقار والعفة والاحتشام إلى مظهر التعري والتبرج الذي تعجز عن تقديمه أشهر الراقصات في الملاهي الليلية .

ومع هذا فلقد كانت تحفظاتي في هذا الموضوع تلوذ في غياهب الصمت حتى سمعت قصة من شقيقتي دفعتني للحديث في هذا الجانب وجعله من أولويات المواضيع التي لابد من طرحها في المدونة .

ملخص القصة أن شقيقتي كانت في عرس غير مختلط في الأسبوع الماضي حيث اندهشت فيه كثيرا من نساء محجبات تسابقن في التعري بطريقة لم تشاهد لها مثيل ، وفي الواقع ولغاية هذا الجزء من القصة كنت على النقيض التام لها من الاندهاش لكثرة ما سمعت من تلك القصص التي حاولت دائما أن أتجنب سماعها ، ولكن الجزء غير المتوقع من تلك القصة والذي دفعني لكتابة هذا الإدراج أنها لاحظت وجود امرأة في العرس تمسك بهاتفها الجوال وتترصد بتصوير نجمات التعري من النساء والفتيات في ذلك العرس وبدون أن يتنبهن أنها تقوم بتصويرهن مما زاد الشكوك لدى شقيقتي حول تلك المرأة وبخاصة أنها كانت تلتقط صورا لنساء تدرك شقيقتي أنهن محجبات مما دفعها للذهاب إلى تلك المرأة وسؤالها عن هويتها ، فما كان من تلك المرأة إلا أن توقفت عن التصوير وخرجت مسرعة من قاعة العرس .

لم تتمكن شقيقتي من اللحاق بها ولم تتمكن من خلال أسئلتها المتكررة لمن كان يجلس بجانبها من التعرف عليها ، مما يؤكد أنها كانت متسللة إلى العرس للقيام بتلك المهمة الخبيثة التي يصعب معها التنبؤ بحقيقة ماتنوي عمله بتلك الصور.

من خلال هذه القصة أعتقد أن هنالك خطر جديد يلوح بالأفق حول متطفلات لأعراس غير مختلطة لم يحضرن بهدف الأكل والشرب كما كنا نشاهد في الماضي من خلال بعض المسلسلات الساخرة التي كانت تطرح قضية المتطفلين على الأعراس والمآتم طمعا بالحصول على المال أو المشاركة في ولائم الطعام والشراب ، فعلى ما يبدو أن العقول المتطفلة أصبحت تفكر بطريقة أكثر عدوانية من خلال بحثها عن تحقيق مكاسب مادية بطرق خطف محترفة لصور أجساد متعرية يمكن بكل سهولة نشرها على المواقع الالكترونية وبالتالي تصبح تلك الفتاة المحجبة التي أظهرت مفاتنها بشكل مبالغ فيه في عرس غير مختلط معتقدة أن من سيشاهدها بضع مئات من النسوة عرضة للمشاهدة من قبل ملايين الذكور المرابطين وراء شاشات الشبكة العنكبوتية .

وبالمناسبة فقضية التصوير الخفي للنساء ظاهرة انتشرت كثيرا في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة مع تطور التكنولوجيا وبخاصة بعد انتقال ميزة التصوير إلى الهواتف ، فكم سمعنا من قصص تصوير في حمامات نسائية سواء في المدارس أو الجامعات وحتى في الأماكن العامة ، بالاضافة إلى العديد من الحالات التي تم رصدها في حجرات تبديل الملابس في محلات بيع الملابس النسائية على اختلاف أنواعها .

في النهاية مازلت أؤكد أن فنون التعري في الأعراس غير المختلطة وبخاصة من فئة المحجبات تحتاج إلى العديد من التساؤلات .

فهل حقا ظهور الفتاة المحجبة بمظهر مشابه لراقصة في ملهى ليلي من خلال تلك الأعراس غير المختلطة لايتسبب في خدش حيائها وتشويه مظهرها ؟

هل تلك الممارسات المبالغ فيها من التعري سببه الكبت الذي تعيشه بعض المحجبات حول رغبة دفينة بالتعري لاتجد لها ملاذا إلا في تلك الأعراس والاحتفالات ؟

أم أن بعض الفتيات العازبات يعتقدن أن في مثل هذه الأعراس تكون فرصتهن الذهبية لإبراز كافة مفاتنهن طمعا في ملاحقة عيون الأمهات لهن واللواتي يبحثن لأبنائهن عن عروس ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days