أي الرجال تفضلين ؟

إنها أخيرا جلسة النطق بالحكم الذي انتظرته بفارغ الصبر ، هي لحظات وتحلق بعدها في طائرة الحرية ، لعلها تنسى تلك السنوات القاسية التي كانت في كنف زوج لا يعرف قلبه الرحمه .

مطرقة القضاء تفتتح الجلسة ، ليتم سؤالها عن سبب رغبتها في الانفصال ؟

(( إنه لايتوقف عن ضربي يا سيدي القاضي ، بل إنه يجد متعته ولذته في ألمي ودموعي )) .

يطالع القاضي التقرير الطبي المقدم من محامية تلك المرأة والذي يؤكد على وجود كدمات ورضوض في أنحاء متعددة من جسدها ، ويحكم بطلاقها من ذلك الزوج المتوحش .

لحسن حظها فهي لم تكن قد رزقت بالأولاد من ذلك الرجل وهذا ساعدها كثيرا لكي تخرج من أحزان تلك الذكريات سريعا وتبدأ حياتها من جديد .

مضت الأيام وتزوجت من رجل كان على النقيض التام لشخصية زوجها السابق ، كان هذا الرجل استثنائيا في حنانه وعطفه ، بل كانت ملامح الهدوء والسكينة لا تفارق محياه ، وكأن من ينظر إلى وجهه يعتقد أنه يشاهد صورة فوتوغرافية ، و كم كانت ابتسامته تبعث الطمأنينة والسكينه ، كابتسامة طفل بريء لا تروع ناظرها أبدا ، أما صوته فكان كهمسات الموسيقى الكلاسيكية التي تسافر بمستمعها إلى بلاد من الهدوء وراحة الأعصاب .

وفي ذات ليلة ، تمثل لها طيف زوجها السابق في المنام ، كانت تقف في شرفة بيتها الجديد وهي ترتدي قميص النوم ، فهرول نحوها كالثور الهائج ، وأحكم قبضته على ضفيرة شعرها ، وقذف بها بعنف شديد إلى الداخل وهو يزمجر قائلا : (( كيف تجعلين عورتك عرضة للمشاهدة من قبل الآخرين ؟ )) و بدأ بلطمها دون أدنى شفقة وهي تصرخ بكلمة واحدة : (( كفى ... كفى )) ، فاستيقظ زوجها على ذلك الصراخ وتمكن بصعوبة بالغة من إيقاظها ، ثم وضع رأسها على صدره الدافىء وبدأ بمداعبة خصلات شعرها بكل رقة وحنان ، أما هي وفي تلك اللحظات الدافئه ، فقد أبحرت في وجدانها وأحاسيسها بعيدا عن أرض تلك الرومانسية الجميله ، لتتذكر أن هذا الحلم كان قد حدث فعلا بكل تفاصيله قبل عدة أيام ولكن مع زوجها الحالي الذي لم يحرك ساكنا عند مشاهدتها واكتفى بابتسامة صورته الفوتوغرافية المعتادة .

زوجها الثاني لم يكن رقيقا وحسب ، بل كان لديه مهارات متميزة في الأعمال المنزلية وبخاصة في الطهي والخياطة ، لدرجة أنه كان في كثير من الأحيان يفرط في رجائه وتوسلاته لها بالراحة والاستجمام لكي يمارس هواياته المتنوعة في أعمال المنزل ، ولقد كان لايفارقها أبدا ولايخرج إلى أي مكان إلا برفقتها ، وهذا ما كان يجعلها دائما تتذكر زوجها السابق الذي لم يكن لديه أدنى استعداد لخدمة ذاته في المنزل ، لدرجة أنه لم يكن يحضر كوبا من الماء لنفسه إذا شعر بالعطش ، بل هي من كانت تلبي نداء ظمئه على جناح السرعة قبل أن يستشيط غضبا ، فلقد حدث في أحد الأيام وبسبب ضجيج صوت محرك الغسالة أنها لم تسمع طلبه باحضار كوب من الماء ، مما أدى إلى اصابة رسغ يدها اليسرى بالتواء حاد بسبب إهمالها في تلبية طلباته .

زوجها السابق لم يكن يخرج برفقتها إلا في حالات نادرة جدا ، ولقد كان دائما يسهر كثيرا برفقة أصدقاء الليالي غير البريئه ، وإذا كانت تحاول الإتصال معه في تلك الأوقات لسبب طارىء ، يتهمها بعقوبة التجسس على خصوصياته ويبرحها ضربا عند عودته .

ولكن الأمر المحير أنها لم تكن تشعر بالسعادة مع زوجها الحالي ، وكانت دائما تشعر بأشواق خفية تسري فوق جسدها لتلك الأيدي الغليظة التي كانت تتلذذ في تعذيبها وإيذائها ، فما هو ذلك السر العجيب ؟

أحقا تشعر المرأة دون أن تدري أنها تميل إلى الرجل الغليظ وليس إلى الرجل الرقيق ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days