المرأه المثقفة جنسيا

لم أتوقع أبدا أن يكون موضوع الثقافة الجنسية سببا في ارتكاب جرائم القتل ولكن على مايبدو أن إزهاق الأرواح أصبح سهل التطبيق عند بعض الناس وهذا مؤشر خطير جدا ، إذ أن تقبل فكرة القتل في بعض العقول والاعتقاد بوجود مبررات مشروعة لذلك هي مرحلة متقدمة جدا من الآفات الاجتماعية التي تصيب المجتمع ، ويؤسفني أن أقول أن سفينة مجتمعنا الملقبة بالمدنية والحضارة قد أصبحت مهددة بالغرق في قاع محيط الرجعية والتخلف .

الأحداث ليست غريبة على من لديه اطلاع على طريقة تفكير بعض العقول المتأثرة بشخصية (( سي السيد )) تلك الشخصية العربية الجدلية التي أثارها الأديب نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة والتي تعكس الرجل العربي الذي يتظاهر بالفضيلة والوقار في بيته نهارا بينما يكون سفيها وتافها في ملاحقة شهواته وغرائزه ليلا .

وقد كنت قبل عدة شهور أنتقد بعض الكاتبات المحليات في تسليطهن للأضواء على قضية الثقافة الجنسية وضرورة نشرها بين أفراد المجتمع بطريقة علمية وبشكل لا يخدش الحياء أبدا لاعتقادي أن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى ندوات علمية متخصصة وليس إلى مقال عابر في صحيفة يومية ولكني بعد حادثة القتل التي قرأت مسبباتها قبل يومين تراجعت عن نقدي وأرى أنه بات ومن الضروري وضع النقاط على الحروف في موضوع الثقافة الجنسية .

جريمة القتل التي حصلت كانت بطلتها إمرأة متزوجة حديثا من رجل استطاع بطريقة ما أن يستدرجها في الحديث عن علاقات جنسية لها قبل الزواج وقام بتسجيل تلك الاعترافات على هاتفه الخلوي وبعد علمها بفعلته تلك وخوفا على نفسها من الفضيحة التي قد تلحق بها قامت باستغلال نومه في منتصف الليل وقتلته بمسدسه الجاهز بالعتاد أو بمعنى أصح الجاهز لإزهاق الأرواح .

لا أريد مناقشة قضية آلة الموت تلك والتي أصبحت مشاعا في منازل العديد من الأشخاص بحجة أنهم يقتنوها لأغراض الدفاع عن النفس في حالة التعرض للخطر ، فهذا موضوع جدلي يطول الحديث فيه ولست هنا في صدد مناقشته في هذا الإدراج .

دعوني أروي لكم حادثة القتل تلك بطريقة مختلفة عن الخبر المنشور في الصحيفة ، فذلك الرجل عندما تزوج تلك المرأه وفي أول ليلة لهما اكتشف بطريقة أو بأخرى أن لديها ثقافة أو معرفة أو إن جاز التعبير لديها إلمام بالعملية الجنسية ولن أسرد هنا حتى لا يتم خدش حياء الإدراج أو تجاوز الخطوط الحمراء في الكتابة بعض التفاصيل التي جعلت ذلك الرجل يصل إلى تلك القناعة التي أدت إلى شعوره بالاشمئزاز والنفور من تلك المرأة وماتبع ذلك من هواجس ظنون السوء بأنها ذات أخلاق سيئة وليست كما كان يرى فيها الطهر والعفاف .

وبالتأكيد ليتخلص من تلك الهواجس والأفكار والظنون التي أصبحت تؤرق ليله ونهاره بدأ يتظاهر أمامها بمظهر الحمل الوديع محاولا استدراجها للحديث عن الماضي وذلك بالطبع لكي يؤكد صحة ظنونه وشكوكه أو يتراجع ويعترف أنه كان مخطئا ، وبالطبع فغباء تلك المرأة في تصديقها للمسرحية الهزلية التي قام الزوج بممارستها أمامها جعلها تقع في ذلك الفخ اللعين واعترفت له بكل الماضي معتقدة أنه لن يكترث وسيبدأ معها صفحة جديدة ويستر عليها ولكن بالطبع لم يحدث ذلك لأنه كان يعد العدة للتشهير بها وبالتالي عالجت الخطأ بخطأ أفظع وسيطر عليها الخوف بطريقة جعلتها تفقد صوابها وتقتله .

بالطبع قد يتسائل البعض عن سبب ذكري لشخصية (( سي السيد )) في بداية الإدراج وأعتقد أن الصورة أصبحت واضحة تماما ، فالرجل في مجتمعنا العربي لا يعيبه أبدا أن يكون مثقفا في الجنس بصرف النظر عن الطريقة التي اكتسب منها تلك الثقافة ، أما المرأة وأقصد هنا المقبلة على الزواج أو المتزوجة حديثا ، فمعرفتها ولو كانت سطحية في أمور الجنس فهذا يعني مباشرة أنها امرأة منحلة أخلاقيا وملعونة في الدنيا والآخره .

وحتى لا يحدث أي سوء فهم من كلامي فأنا لا أبيح العلاقات الجنسية للمرأة الشرقية أو الرجل الشرقي قبل الزواج ، ولكن ما أقصده أن الاطلاع أو الالمام أو التثقف بهذا الموضوع بأية طريقة من الطرق للمرأة قبل الزواج هي أكبر الكبائر في نظر العديد من الافراد في هذا المجتمع وحكم الإعدام الذي سيلحق بشرفها وعفتها وأخلاقها .
ولذلك أقول لكل الفتيات المقبلات على الزواج أو المتزوجات حديثا ، إياكم ثم إياكم أن تظهروا أي تصرف أو سلوك أمام رجالكن يدل على أن لديكن معرفة من أي نوع في موضوع الجنس فهو ليس كمعرفتكن بكيفية الأكل والشرب والنوم بل هنا الموضوع سيختلف كثيرا وسيكون سببا في اتهامكن بشرفكن وعرضكن ، فاحذرن كل الحذر لأن (( سي السيد )) لا يعترف بالقرن الواحد والعشرين ولايعترف بالعولمه ولايعترف بأن المرأة أصبحت متعلمة و لها شخصية وحضور وكيان في المجتمع بل لا يزال يعتقد أنها مثل (( أمينه )) لا تقوى على النظر في عيونه .

Followers

Pageviews Last 7 Days