إليك .. طفـلـي

-
طفلي العزيز .. لا اعلم كم مر من الوقت منذ ولادتك .. ربما كانت ساعات معدوده فقط .. اعلم انك لن تفهمني .. لكنني في حاجه الى هذا الحديث الابوي معك .. من رجل لرجل .. امك الآن نائمه .. فقد اجهدها وصولك للدنيا يا رجلي العزيز .. كنا قد اتفقنا سابقا ان اكون انا طبيبها .. الازمها في كل لحظة من لحظات انجابك الغاليه علينا .. لكن صدقني لم اقدر .. ارتعشت يدي .. ذرفت دموعي لاول مره .. لم اقدر ان اشاهد امك وهي تصرخ من الالم .. اعلم كم هي رهيبه الام الولاده .. وددت لو اخفف عنها .. لكن صرخاتها كانت اقوى منى
-
انت هنا .. وصلت اخيرا طفلي العزيز .. دعنى اخبرك كم انتظرناك .. كم اشتقنا اليك .. بل دعني احكي لك يوم التقيت و امك للمره الاولى .. فتلك قصه خاصه احتفظت بها طول تلك الفتره .. لم نحكها لاحد .. لاننا اردنا ان تكون هي قصتنا الاولى لك .. نعلم انك ستمل من سماعها .. لكننا اتفقنا على ان نرددها على مسامعك ليل نهار .. لتعلم كم كانت قصتنا مشوقه .. كم احببنا بعضنا .. و كم نحبك الان .. فبرغم ان معرفتي بأمك لم تكن وثيقه .. كنا مجرد زملاء .. نتحدث من حين لأخر .. لكننى علمت من المره الاولى التي رأيتها فيها انها ستكون حياتى القادمه بأكملها
-
كانت لقاءاتنا بعد اللقاء الاول متباعده .. لكن ما ميزها كان دوما بعدي عنها .. فلم نكن نتحدث سويا .. ولم يحدث ان كان بيننا حوارا مشتركا .. لكن اباك كان مصرا على موقفه .. فاختلق الموقف تلو الموقف .. حتى يصل اليها .. كنت دائما ما احاول حين نتحدث ان اركز نظري عليها .. كنت احيانا اقول اشياء لا افهمها .. بل اتحدث في موضوعات لم اتذكر منها حرفا واحدا بمجرد مغادرتها .. لكنني يوما لم انسى نظراتها .. حروفها .. حتى ملابسها .. كانت هي محور اهتمامي .. و كل تفكيري
-
تبدو متعجبا من حديثي اليك .. لكنني لم اخبرك حتى الان كيف اخبرتها بمشاعري .. و كيف ارتبطنا سويا ... لقد كانت فعلا قصه مختلفه ... فبرغم بعدي عنها لفتره طويله .. الا اننى عدت و قد نويت ان تكون عودة نهائيه لاحضانها و حنانها ... اتصلت بها .. اخبرتها اننى في المستشفى نتيجه حادث رهيب و اننى اود رؤيتها ربما للمره الاخيره .. كانت الدعوه اقوى من ان ترد .. لذا فقد كانت في المستشفى بعد دقائق معدوده .. وصلت لغرفتي و كانت تبكي بشده .. صدقنى وددت لو انهيت هذه اللعبه فور رأيت دموعها لكنني تحملت و اكملتها للنهايه .. جلست بالقرب منى و قالت كلاما كثيرا لم اتوقع ان تقوله .. كم كانت حانيه عليّ .. كم كانت بريئه في الكشف عن مشاعرها التى الهبت مشاعري بالمثل .. لم اتحمل اكثر .. فنزلت من فراشي و كنت ارتدي حله أنيقه سوداء كالتى ترتدى في حفلات الزفاف .. كان ذهولها من الموقف اكبر من ان تلاحظ تدفق عشرات الاطباء و الممرضات الى الغرفه .. و صاحوا جميعا بصوت واحد .. تتجوزيه .. عادت للبكاء مرة اخرى .. مددت ذراعي نحوها .. و ظل قلبي يخفق بشده .. فاما ان توافق و اما ان ترفض و ترحل .. و كم خشيت ان يرهبها الموقف فتغادر دون ان تنطق .. لكن اخر ماتوقعته حدث .. فقد صرخت وقالت لي .. بحبك .. لأ بكرهك .. انت بني ادم .... لخبطنى ... إنت ... انا بحبك اوي ... و ارتمت بين ذراعي وسط تصفيق كافه الموجودين لهذا المشهد الرائع
-
لن اخبرك كيف قضينا الايام نترقب قدومك .. ايام كانت امك تحرص فيها على اقنتاء كافه ملابس الاطفال التى كانت تجذبها بشده .. كنا نجلس كثيرا لنتحدث عن غرفه نومك .. العابك .. مدرستك .. حتى زوجتك .. كانت امك تصر على انها ستنتقيها بنفسها .. بينما كنت مصرا على ان تاخذ فرصتك الكامله في اختيار شريكة حياتك .. نقاشات حاده و متكرره .. كنت انت بطلها الوحيد .. وها انت هنا الان .. لنحكي لك كل ما حدث .. و تقول لنا رأيك يا فتى
-
طفلي العزيز .. ارجوك يا بني .. أحب امك كما احبتك .. لن اخبرك كم تحبك .. لن تشعر بقدر حبها و حنانها .. فهي ليست تجيد فن التعبير عن مشاعرها .. لكننى اعرفها جيدا و اقول لك .. انها تعشقك .. و تحبك بجنون .. كما احبها و احبك
-

Followers

Pageviews Last 7 Days