حالي في غيابك


أجلس وحيدا أمام بحر أحلامي ، و أتأمل الأمواج وهي تزحف نحوي بخجل ، أرفع هامتي إلى السماء المتلبدة بالغيوم ، وألتفت من حولي إلى أغصان الأشجار العارية ، فأجد عصفورا يشاطرني صمت اللحظات ، وحينها أسأل الطبيعة بصوت تعتريه الخيبات ، عن سبب استحالة حضورك كلما ارتعش قلبي بمناجاتك .

أهوي بقبضتي على حبات الرمال وأستذكر معها قسمي عندما شبهتها بالنساء من بعدك ، ولا غرو أنه يخيل لي بين الفينة والأخرى أنك ستثبين أمامي كحورية قادمة من أعماق البحار ، بل لربما أتمادى في خيالي وأجد طائرا أسطوريا كالعنقاء يعينني على الإتيان بك قبل تتابع نبضتين من نبضات قلبي المحترقة شوقا إليك .

حالتي في عشقك عصية على الفهم والتفسير ، فكلما اغترف قلبي من مياه حبك ، أجده وقد اشتد به الظمأ أكثر ، فكم يلزم قلبي أن ترويه إذن ، كي يتخلص من تصحره العاطفي في غيابك ؟

كم أتمنى في كل ليلة لو كان باستطاعتي الوقوف أمام نافذة بيتك ، ومراقبتك وأنت غافية كالملائكة على وسادتك ، فاستنشق عبير أنفاسك ، وأقبل موضع كل أثر لامسته أناملك ، ولاضير إن تثاءب الفجر وتكاسل عن موعده في الحضور ، فكل دقيقة سيتأخرها تهبني ألف عام من نشوتي بقربك .

قولي لي ماذا أفعل بأشواقي المتداعية في بعدك ؟ ألا تدرين أنني في مرحلة متقدمة من الإدمان على حبك ؟ ولا يسعني إلا الجنون والهذيان كلما تباعدت الجرعات التي أنعم فيها بوصلك .

إن قلبي الآن يحتضر ، وأنت أقرب إليه من حبل الوريد ، فهبي لنجدته ولا تترددين ، فهو بقربك سيدخل جنة الحياة ويكون فيها من أصحاب اليمين ، وأما في بعدك فمصيره في هذه الحياة جهنم وبئس المصير .

Followers

Pageviews Last 7 Days