عندما أحلم بك



لا عجب أنني لجأت إلى عالم الأحلام ، فما من سبيل كي ألقاك وأتحسس أناملك وهي تلتف حول ذراعي ، كطفلة أدركت الأمان بين ضلوعي ، وحينها لا يكفيك أن أربت بيد مرتجفة بالشوق على كتفيك الصغيرين ، و لا يقنعك أن أمسد جبينك بقبلة أو قبلتين ، وأضمك إلى صدري مرة أو مرتين ، وأداعب رأسك الساهي على كتفي بيد واحدة أو بكلتا اليدين ، بل إنني أظل عاجزا وأنا أجد طيفي وقد انعكس في مرآة عينيك ، أن أفسر لك كيف يشعر الرجل بعظمته وهو يقف بين يدي محبوبته .

هاتِ كفك ودعينا نرقص في عتمة الليل لا نخشى تعثر خطواتنا ، فنور وجهك يكفي ليضيء حلكة الظلام ويرسل القمر إلى دياره لأجل غير مسمى ، ولا تسأليني مترددة عن الأغنية التي سنختارها لرقصتنا ، فتنهيدتك هي اللحن وابتسامتك هي النغم .

عندما أحلم بك ، أنسى كل هموم الحياة ولايعنيني من أمرها ما يثير الكدر ، فما أسعدني بحلمي الذي ليس بمقدور ديكتاتور بشري أن ينتزعه مني ، ومع أنني على يقين بأن الواقع لن يجمعنا ، فيكفيني زهوا أنك في الحلم حبيبتي وحدي ، لا يراك أو يسمعك غيري ، ولا يشاركني فيك من هذه الدنيا أحد .

أتدرين يا حبيبتي من فرط شوقي إليك في كل نهار ، بت أتمنى لو أن الليل لا ينقضي ، كي لا ينتهي حلمي بك سريعا ويبدأ نهاري بعدها طويلا مثقلا بواقع العيش الذي فرضته أجندة الأيام الماضية في حياتي بعيدا عنك ، فبالله عليك أخبريني كيف أزجي وقتي حتى يحين موعد حلمي بك في قطع الليل السارية كلمح البصر في محجر العين ؟

كلما نظرت في وجوه النساء ، أدركت أنني لا أنتمي لأحد سواك ، فهل أوصدت باب قلبي ؟ أم أنك أخذت عهدا منه دون علمي ؟ فلا يبرح مكانه ولا ينبض إلا حين أحدثه عنك .

أحلامي بسيطة وليست في غاية التعقيد ، أحتفظ بحبك لنفسي ، وأعلم أنك ستظلين كنجمة عالية في سمائي ، فلا أنت ستهبطين للقائي ولا أنا سأصعد للقائك ، جل ما أتمناه فقط أن لا أفقدك في ليلة من ليالي أشواقي وهي تناديك بكل أسماء الحب .

سأذهب الآن إلى سريري ، وألقي بجسدي على فراشي المنهك من فرط أشواقه لك ، وأناظر السماء حتى أغفو ، ولكنني في هذا الحلم القادم لن أتمنى مجيئك وحسب ، بل سأنتظر منك أن تحدثيني عن حلمك أنت ، هل كنت فيه حبيبك ، كما أنت في كل الأحلام حبيبتي ؟

Followers

Pageviews Last 7 Days