أعلم أنك ستنساني ؟

قالت : (( أعلم أنك ستنساني ... فكثيرات هن حبيباتك ... ولكنني سأظل أذكرك كلما حان وقت الغروب ... فأنت حينها كالسماء لا تكترث لوداع الشمس ... وسأذكرك كلما جاء الخريف ... فكم هو يشبهك حين يرغم أوراق الأشجارعلى مفارقة الأغصان ... تماما كما تفعل بقلوب النساء الملتصقة بقلبك ... وسأذكرك كلما حضنت أمواج البحر قدمي العاريتين و عادت أدراجها مسرعة من حيث أتت ... تاركة لي أطلالا من ذرات ملح حضورك ... وسأذكرك كلما شاهدت طفلا يبكي ومن ثم يبتسم قبل أن تجف دموعه ... فهذا هو حالك عندما تلتقي بامرأة وجرح وداعك لسواها لم يلتئم بعد ... مهما ابتعدت لن أنساك كما ستفعل أنت )) .


عندما قلت لي هذا الكلام ، لجأت إلى كهف الصمت ، وما أسعفتني حروفي في إيجاد الرد ، ولكنني قررت اليوم أن أعترف لك بما أخفيته عنك منذ زمن ، وما كان من سبب لسكوتي سوى خوفي أن لا أكون من ارتضاه قلبك حبيبا واطمأنت له روحك رفيقا ، وها أنت تعترفين الآن بسرك ، وتلبين نداءات قلبي التي ما انفكت يوما عن التغزل بك وحدك ، فهل حقا لا تدرين إلى الآن أنك حبيبتي الأسطورية ؟


أنت في سمائي شمس لا تغيب ، وأوراقك ستكتسي غصون أيامي ولن تفارقها في شتاء أو خريف ، وأقدامك ستجدني أينما وطئت ، فلقد نثرت عشقك فوق كل حبة رمل على شواطىء البحار ، بل إنني طفل لا تجف دموعه إلا على صدر قلبك ، فكيف سأنساك وأنت تسكنين الروح وتجرين في عروقي سريان الدم ؟


كيف أنساك ؟ وأنا من قبلك ما عشت ، ومن بعدك أكون قد مت ، كيف أنساك ؟ بعد أن تذوقت حلاوة الحب ، وأدركت جنة العشق ، كيف أنساك ؟ وأنت من تستدل بك الخلائق على عنواني ، كيف أنساك ؟ وقد أغلقت كل الأبواب المؤدية إلى قلب امرأة غيرك .


أتدرين كم انتظرت حتى عثرت عليك ؟ أتدرين كم بحثت عنك ؟ أتدرين كم مضيت في دروب مجهولة للوصول إليك ؟


خانتك ظنونك صدقيني ، لأنني سألقي بكل أوراق الاعترافات في هذه اللحظة أمامك ، ولن أكترث لما قد يحدث لي بعدها ، فقد علمتني التجارب أن الاعتراف بالحب أمام المرأة مدعاة لجفائها ، ولكنني أعشقك حد الجنون ، وهذه حقيقة راسخة في تاريخ قلبي ، ولكن حذار أن تنامي قريرة العين إذا سفكت أنوثتك دماء لوعتي ، فقلبي ليس كسفينة الصحراء يكابد الظمأ طويلا ، فارويه قدر استطاعتك ، لأنه لا يتلذذ إلا بعذوبة ماء منبعه قلبك أنت .

Followers

Pageviews Last 7 Days