دورة حياة الزواج الفاشل

قرأت خبرا في أحد الصحف المحلية الاردنية أن عدد حالات الطلاق في الاردن سنويا تقارب 13 ألف حالة من بين 65 ألف عقد زواج وأن مانسبته 79% من هذه الحالات يتم فيها الطلاق قبل الدخول يعني خلال فترة الخطوبة .

على مايبدو أن هناك فعلا أزمة قد تفاقمت بشكل كبير في مجتمعنا ألا وهي الزواج الفاشل ، ولكن جذور هذه المشكلة من وجهة نظري المتواضعة ليست وليد لحظة في حياة الرجل أو المرأة بل هي امتداد لكافة مراحل حياتهما.

ففي مرحلة الصبا والمراهقة وهي أخطر منعطف يمر به الشباب تجد غياب دور الآباء والامهات في مساعدة أبنائهم وبناتهم على التحرر من سلطتهما والشعور بالاستقلالية والاعتماد على النفس وبناء المسؤولية الاجتماعية فنجد معظم الآباء والامهات في مجتمعنايحاولون تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم وبالتالي يبتعد الابناء عن الحوار مع أهلهم لاعتقادهم أنهم لايهمهم معرفة مشكلاتهم أو أنهم لايستطيعون فهمها أو حلها، لذلك تجد أن قرارات مصيرية في حياة هؤلاء الابناء لا تبنى أساسا على القناعة وإنما سلطة الاهل هي التي تلعب الدور الاساسي في اتخاذ تلك القرارات المصيرية .

وبعد ذلك تبدأ فترة الخطوبة وعلى مايبدو أن أسباب ارتفاع نسبة فسخ عقود الزواج في هذه المرحلة وقبل الدخول هي امتداد لجذور المشكلة التي تم الاشارة اليها في المرحلة السابقة ، فبدلا من أن يقضي الشاب والفتاة هذه الفترة في التعارف على بعضهما يبدأ التنافس بين الاهل في استعراض مظاهر البذخ الكاذب في اختيار المجوهرات والملابس وقاعة العرس وأثاث المنزل وما إلى ذلك من مظاهر ليس لها أي اعتبار في نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها فيما بعد، وفي أغلب الاحيان تحدث المشاكل بين أهل الشاب والفتاة في هذه المرحلة على تلك الامور التافهه مما قد يؤدي إلى الانفصال المبكر وقبل الدخول .

أما إذا تم الزواج فما هي أسباب طلاق المتزوجين ؟ ببساطة ماذا نعول على نجاح علاقة زوجية بدأت أساسا على شعار هو(عدم التوافق بين الزوجين) وأقصد هنا غياب التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي ، كذلك فإن بعض الازواج ليس لديه القدرة في معرفة رغبات الاخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الاخرين وهذا بالطبع يقودإلى جذور المشكلة التي تفاقمت في مرحلة الصبا حيث الظروف التي تكونت فيها شخصية الازواج وتسببت في قلة الخبرة لديهم في تفهم الطرف الاخر وحاجاته وأساليبه لأنهم لم يجدوا من يعلمهم ذلك من الاهل في صباهم وكما يقولون (فاقد الشيء لايعطيه) وبالطبع لن أنسى أن أذكر أن استمرار دور الاهل الذي لايتنهي مع أبنائهم سواء من أهل الزوج أو الزوجة يلعب دورا جوهريا في الطلاق .

وبرأيي أن الجنس ليس مفتاح كثير من المشكلات في قضايا الطلاق والزواج ومايتبع ذلك من قضايا الخيانه والعجز والبرود ، لأن المشكلة لاتتعدى ما ذكرت حول بناء شخصية الفردمنذ مرحلة المراهقة ، فلو أدرك كل زوج وزوجة احتياجات كل طرف بشكل صحيح فلن نجد ذلك البرود الجنسي لأن الاصل في العلاقة الزوجية الناجحة هو تفهم احتياجات الطرف الاخر والسعي لتحقيقها وليس تفهم احتياجات الذات ومطالبة الطرف الاخر بتلبيتها .

Followers

Pageviews Last 7 Days