في محاربة العنف الأسري

بدأنا نقرأ في الصحف المحلية الاردنية عن سقوط ضحايا من الاطفال بسبب العنف الأسري ، ومع أن عدد الضحايا لايزال يشكل حالات فردية محدودة ولكني لن أناقش في هذا المقال أرقام احصائية لعدد الحالات الرسمية المسجلة لحوادث العنف الأسري في الاردن أو تخمين لعدد الحالات المسكوت عنها ، أو أن أنتظر انتشار هذه الظاهرة للكتابة حول هذا الموضوع والسبب أن مثل هذه المواضيع خطير جدا ولايحتمل الانتظار والوقوف مكتوفي الايدي أمامه .

أتمنى أن يدرك جميع أفراد المجتمع أن الوقاية خير من العلاج وليس من الحكمة أن ننتظر المرض ليستفحل في كافة أعضاء الجسد لنبدأ بعد ذلك بالبحث عن الدواء .

لذلك ومن وجهة نظري فهنالك مسؤولية كبيرة أمام الاعلام الاردني في نشر الوعي حول خطورة العنف الاسري وكيفية الحيلولة من انتشاره وتزايده في المستقبل .

سأطرح الموضوع في مقالتي هذه من خلال أفكار حول العلاقات الاسرية الناجحة والتي إذا توفرت أعتقد أن ذلك البناء سيبقى قويا منيعا لاتهزه شدائد ولامصاعب ولاهموم الحياة وبالـتأكيد لن نجد ذلك العنف الاسري الذي نخشى تفاقمه في بيوتنا ، ومن هذه الأفكار مايلي :

- القدرة على بث روح المودة والحب في داخل الاسرة وأرى أن الدور الرئيس في ذلك يقع على عاتق الام بحكم تركيبتها العاطفية التي خلقت عليها وبالتالي فظهورها أمام أولادها دائما بمظهر هادىء وتعاملها معهم برقة وحنان يبعث في نفوس الاولاد الراحة والطمأنينة والسكينة مما يدفع الاب عند مشاهدته لتلك الصورة المثالية لزوجته في طريقة تعاملها مع أولادها التأثر بها ومحاولة منافستها في اجتذاب محبة أولاده إليه أيضا .

- التوجيه الصحيح لمهارات وابداعات الاولاد وهنا تكون مسؤولية مشتركة بين كلا الوالدين فبعض الاباء والامهات يعتقدون أن تحصيل الدرجات العلمية في الشهادات المدرسية أو الجامعية هي معيار النجاح الوحيد لمستقبل أولادهم وبالتالي وعند تقصير الاولاد في دراستهم ولو بنسبة ضئيلة نجد أساليب العنف والوعيد والتهديد من قبل الاهل لهؤلاء الاولاد ولايدركون أن أولادهم قد تكون لديهم مهارات وابداعات أخرى مثل الموسيقى أو الرياضه أو الرسم أو الكتابه ولديهم ميول فطرية بممارستها ولذلك لابد من اتباع أسلوب متوازن في السماح لهؤلاء الاولاد بممارسة هواياتهم ومهاراتهم الاخرى بل يتوجب تشجيعهم على ذلك.

- القدوة الحسنة وأقصد هنا أن الاولاد الذين يعيشون في أجواء أسرية مشحونة دائما بالعصبية والخلافات بين الاب والام عندما يكبرون ستجدهم يتقمصون شخصيات أهاليهم وبالتالي استمرار ظهور أجيال لاتدرك أهمية توفير جو الهدوء والسكينة في المنزل .

- عزل مشاكل وهموم الحياة أو توتر العلاقة بين الاب والام عن سلوكياتهم أمام أولادهم وهنا أنادي كل الاباء والامهات بالابتعاد عن تفريغ شحنات غضبهم في أولادهم الصغار .

- عدم التفريق في المعاملة بين الذكور والاناث من الابناء ولابد أن يكون الاهتمام من كلا الوالدين متوازنا بين ابنائهم من كلا الجنسين .

- وأخيرا فإن أهم أساس من وجهة نظري هو أن يتحلى الاباء والامهات بروح التضحية والايثار لأنها أساس التربية الاجتماعية الناجحة ولذلك أناشد أخواني وأخواتي من الاباء والامهات على رفع شعار محبة أولادكم أولا قبل محبة أنفسكم ولاتكونوا كا يقول الشاعر الكبير نزار قباني (جربت ألف محبة ومحبة فوجدت أفضلها محبة ذاتي) .

Followers

Pageviews Last 7 Days