تساؤلات في علاقة الأخ بأخته

يقول الشاعر الكبير نزار قباني في رثاء شقيقته التي قتلت نفسها لأنها لم تستطع أن تتزوج من تحب (( كانت اختي كالشمس ما إن أشرقت حتى صارت الكواكب من حولها تدور ....صوت أختي في بيتنا مازال يتردد بكل الزوايا ووجها الناعم الجميل يبادل التحية كل صباح وجه المرايا)) ..... تساؤلات كثيرة تدور في ذهني في هذه اللحظة ...

كم من أخ يعامل أخته بكل محبة ومودة ورحمة ؟

كم من أخ يخاف على جرح مشاعر أخته ولو حتى بكلمة ؟

كم من اخ يدرك أن الاخت هي بطبيعتها مخلوق رقيق حساس تحمل مشاعر كبيرة في قلبها وتحتاج لمن يشاركها تلك المشاعر بل تحتاج إلى من يقف إلى جانبها فيشعرها بالامان ويحميها ويدافع عنها ؟

كم من أخت ستفرح إذا عرفت أن أخاها يعتني بها ويهتم لأمرها ؟

كم من أخت ستفرح إذا وجدت أخاها ينصت إليها ويشاركها مشاكلها وهمومها؟

أليست هذه الاخت كأي انسان من الممكن أن تخطىء وتحتاج إلى من يرشدها إلى طريق الصواب ؟

نعم من يرشدها وليس من يقمعها أو يطغى عليها ....

لماذا لاتثق الاخوات بإخوانهن ؟ لانها علاقة قائمة على أساس الخوف والرهبة والحساسية ...

هذا نداء للآباء والامهات أولا : لاتفرقوا في المعاملة بين أولادكم وبناتكم وأنصتوا لهم وتفهموا مشاكلهم وتعاملوا معهم كأصدقاء ولاتفرضوا على بناتكم آراءكم بحجة واهية تدعى (عيب إنت بنت) ...

أما أنتم أيها الاخوة الذكور فالحنان هو مفتاح قلوب أخواتكم واكتساب ثقتهن ، ابتعدوا عن حب الذات والانانية وتمنوا سعادة أخواتكم قبل سعادتكم ...

من منكم حين يرى أخته مهمومة يسألها عن سبب همها ويجلس ليخفف عنها بكل ود وحنان ؟

من منكم يهتز حين يرى دمعة أخته ولايسخر منها ؟

من منكم يعيش يومه وهو يفكر بهموم أخته التي تؤرقها ولايرتاح إلا إذا أزاح الهم عنها ؟

من منكم الذي يخصص من وقته اليومي الثمين الذي يقضيه مع أصدقائه نصف ساعة فقط لاخته يرافقها ويلاطفها ويقضي حاجاتها ويسألها عن أحوالها ومشاكلها فتشعر حينها بالامان والاستقرار والسعادة ؟

من منكم يردد على مسامع أخته أنه دائما يفاخر بها أمام الناس ؟

من منكم عود لسانه أن ينادي أخته بأحسن الصفات والاسماء؟

من منكم يسهر على راحة أخته في مرضها ؟

تأكدوا تماما أن الاحسان جزاؤه الاحسان ، فعلاقة الاحسان مع الاخت هي سبب في التوفيق في الحياة والاساءة لها هي سبب الشقاء طول العمر .

Followers

Pageviews Last 7 Days