درب الحب

على ناصية الطريق التقينا ، فوجدتك في حالة ارتباك قصوى ، وكأنك تحاولين الهروب من ذاكرة كل الطرقات التي مشيت فيها بالأمس ، ولكن هيئتك المكسوة بالخوف ، ماكانت لتقف حائلا أمام أنوثتك المتبخترة بالحسن ، وهذا كان يستدعي حرص خطواتي ، فلا أرتطم بفزع عينيك حين أعبر الطريق المتجهة إلى عتبات قلبك .

بسطت كفي الأيمن ، ودعوت كفك الأيسر للحظة عناق ، فإذ بتنهيدة تسبق موافقة منك على مضض ، وسرنا معا في درب لاندرك نهايته ، مأخوذين بوهلة الاكتشاف الأول لوحدتنا الموحشة ، وما كان لنا هم حينها سوى أن نخطو إلى الأمام ، لا نلتفت إلى الخلف المنكسر تحت وطأة أقدامنا .

دعوتك إلى تجاهل كل الشواخص التحذيرية ، وأكدت لك زيف ادعائها ، فمسرب هذا الدرب بعزم إرادتنا حتما سيكون نافذ ، وأخبرتك أنها ليست سوى مكائد لحسابات العقل ، ورجوتك أن تستمعي لأثير قلوبنا وهي تتغنى فرحة بدنو بشائر الحب ، ولكنك توقفت عند أول شاخصة حمراء صادفتنا خشية مخالفة قواعد الخوف .

وظل الضوء الأحمر متوهجا يلفح عزيمة خطواتنا التي انحنت للوقوف التام ، فأقسمت لك وأخذت عهدا على نفسي بدفع كافة غرامات تجاوزنا مهما كان الثمن ، ولكنك أبيت المخاطرة ، وتركت كفك المعروقة تجف بعيدا عن كفي .

سألتك فيما إذا كنت تخشين المسير في درب ممنوع ، فارتديت الصمت ولم تجيبي ، فخلعت الصبر وصارحتك إن كنت ستجزعين لرحيلي ، وعندها أجبت بنبرة مجهدة الضمير (( أخاف عليك أن تموت وحيدا بحادث سير )) ، فابتسمت ساخرا وقلت لك : (( الموت تحت إطارات الوحدة خير من الحياة بجانب قلب يخاف المسير في درب الحب )) .

Followers

Pageviews Last 7 Days