شمس نيسان

من الذي لم يعشق الربيع برموز بداياته السعيدة ، وأشاح يستجدي نهايات الخريف وأحزانه الكئيبة ؟

ومن الذي كان لا يعتقد بوجود مدارات تحلق في فلكها أقلام البوح المهاجرة إلى فضاءات الروح ؟

ومن الذي كان يجزم أن الحروف حين تبتسم فإنها حتما ستهرم وتشيخ ؟

ومن الذي حظي بقراءة امرأة تتقن كل أدوار الأنوثة دون أن يغمض عينيه مرارا ويفتحها تكرارا كي يقتنع بحقيقة وجودها ؟

ومن الذي قال أن الكلمات تموت حين تقال ؟

اليوم عقدت العزم على نبذ كل تلك التساؤلات وراء ظهري ، كي احتفل بك يا نيسان على طريقتي ، فعندما أشرقت شمسك في سماء المدونات ، أدركت حينها أنني كنت مخطئا في بحثي عن شمس الشتاء من خلف ستارات السحب المظلمة ، واكتشفت أن مجرى النهر الذي يفيض بالحنان ، وشقائق النعمان برياحين محبتها ، وأشجار السنديان بشموخها ، كلها كانت تجتمع بين ثنايا حروفك .

يا ليت نساء الأرض يتعلمن منك كيف تكون الطفولة ، وكيف تكون المراهقة ، وكيف تكون الصديقة ، وكيف تكون الحبيبة ، وكيف تكون الزوجة ، وكيف تكون الأمومة ، كيف تكون المرأة التي يرفع الرجال لها قبعاتهم احتراما واجلالا .

أنا أعلم كم أنت متواضعة ولا تحبذين المديح والثناء ، وأعلم كم أنت عفوية وتلقائية في تعاملك مع كل من اجتمعت بهم فوق الصفحات الالكترونية ، وأعلم أنك لست بحاجة لكلماتي كشهادة على روعة شخصيتك وتميزها ، ولكن اعذريني في هذا اليوم ، فالعراك قد طال بيني وبين قلمي بشأنك ، فأنت قادمة من زمان مفقود في ذاكرة العصور ، فيه تجتمع القلوب على المحبة الصادقة دون تملق ولا نفاق ، فهنيئا لكل أرض أشرقت فيها شمسك يا نيسان .

كل عام وأنت شمس المدونات ... كل عام وأنت ست النساء ... كل عام وأنت وجميع من أحبك بألف ألف خير .

هذا الادراج هو هديتي المتأخرة بعيد ميلاد ( نيسانة التدوين ) ولن أقول المزيد فالكلمات تعجز عن احتواء شمس لا تغيب عن قلوبنا قط :)

Followers

Pageviews Last 7 Days