لماذا ابتعدت ؟؟

-
سنوات طوال .. كانت تمضى يوما بعد يوم .. هو .. إنسان خجول بطبعه .. لكنه يحاول دائما ان يترك انطباعا بالانطلاق و الجرأه .. هي .. فتاه أقرب ما يكون إلى زهره الريحان .. يزكيك عطرها على بعد أميال .. يسحرك لونها الارجواني حين تراها للمره الاولى .. لكن لأوراقها رهبه تجعلك تخشى الاقتراب منها .. هو .. كان دائما ما يراقب تحركاتها .. كان دائما ما ينصت لحديثها .. كان دائما ما يسير خلفها .. خطوه بخطوه .. هي .. كانت دائما ما تشعر بالامان حيث يكون .. وكانت دائما ما تشعر بالرغبه في الجلوس الى جواره .. كانت لكلماته سحر خاص .. ولافكاره رونق لا تنكره .. هو .. كان عاشقا من الدرجه الاولى .. و رومانسي من نوع نادر .. بل رجل مختلف عن اقرانه .. قد لايجابههم في هيئته او تجاربه .. لكنه كان دائما متميزا .. حتى في اسلوب تناوله للطعام أو في عقده لرباط حذائه ... هي .. كانت رقيقه كالملائكه .. عنيده كصخور الصوان .. متفاءله كضحكه مهرج في السيرك .. غامضه كأوراق التاروت .. مثقفه كفلاسفه الاغريق .. مميزه في كل شيء
-
حديث يوميّ ... و قصص مشتركه .. جمعتهم لسنوات طويله .. كانا دائما ما يتقابلان .. ليسا بالاصدقاء .. وليسا بالاحباء .. هما فقط مجرد زميلين من النوع العاديّ .. الذي تراه في المختبرات ... حبيسا خلف الاقفاص .. لا يكننان لبعضهما سوى الاحترام و الموده .. لكنهما في الوقت نفسه ينكران على نفسيهما مشاعر وليده نشأت فجأه .. جعلتها تتحول .. تهواه بعدما كانت تنفر منه ... تكن له كل اعجاب بعدما كانت تشعر انه اقل حتى من ان يلفت انتباهها ... جعلته يتنقل دوما بحثا عنها .. ويعد حديثا خاصا طوال الليل ليقابلها به صباحا ... يجتهد في البحث عن هديه مميزه في أي مناسبه قد يجدها مناسبه أو حتى غير مناسبه لتقديم هديه لها ... جعلتها تشعر انه الشخص المناسب .. جعلته يشعر انها قد تكون الاقدر على احتضان اولاده و بث الحياه في ايامه
-
اقدار متشابهه جمعتهما .. نظرات يمؤها الحب .. وكلمات تقطر شوقا .. لكن كلماتهما كانت دوما متحفظه .. تدور في اسوار مغلقه .. تخشى المرور فوقها .. او حتى طرق ابوابها .. رغم ان كليهما كان دائم الالتصاق بهذه الاسوار .. تريح خدها على عتبات عالمه .. تشعر بدفئه .. و تتمنى الانصات الى نبضاته واحلامه ... يسند هو راحه يديه على ابواب حصونها .. يحاول دفعها برقه شديده .. يملؤه الحياء و يكبله الخجل .. تتمنى ان يقول لها احبك .. و يتمنى ان تقول له انها له .. اجواء متوتره .. و قلوب تدق مسرعه .. عيونه تملؤها الحيره .. و على شفتيها تساؤل واحد ... متى تقولها
-
ايام تمضى .. حـّوله الصمت فيها الى بقايا انسان تجمعها مصير واحد .. تتزاحم من حوله الاحداث .. وتمر به قصص الحب الملتهبه بين الحين والاخر .. اصدقاءه و اقرانه يعيشون تلك القصص و يكللونها بالزواج .. ويشعر معها في كل مره بالالم يعتصره .. ينطلق في كل مره اليها .. يرغب في مصارحتها .. يتمنى لو قال لها الحقيقه .. لكنه يصل اليها فتتسمر اقدامه .. يقضى الليله في حيره شديده .. سرعان ما يتخذ قراره بعدها بالرحيل
-
ايام تمضى .. حولها صمتها الى لعبه بازل مبعثره .. اجزاؤها تنطق حبا .. و اطرافها ترتعش الما .. تهواه .. تتمنى لو جاء يجمع اجزاءها .. يعيد اليها حياتها .. ينزع عنها رهاب قصص الحب الفاشله التى كم سمعت عنها و اقلقتها .. تتمنى لو انه الان هنا .. الى جوارها .. يغني لها .. يكتب عنها .. ولايرسم الا اياها .. تتمنى لو انه الان هنا .. يحتضنها .. يضمها الى صدره
-
يعلم انه مطالب بالذهاب .. يعلم ان تلك المظاهر الاجتماعيه شر لا بد منه .. يعلم انه سيرتدي حلته السوداء .. و ربطه العنق الزرقاء التي يفضلها .. يعلم انه سيجلس الى كرسيه لعده ساعات ... منتصب الظهر .. زائغ النظرات .. على وجهه امارات الذهول ... تصفق يداه مع كل حركه او اغنيه .. يرسم على شفتيه ابتسامه صفراء ساذجه .. لينطلق في النهايه الى حيث تجلس مع زوجها .. يهنؤها على زواجها .. ويتمنى لها حياه سعيده
-
تعلم انه سيأتي اليوم .. فهو ممن يؤثرون العلاقات الاجتماعيه .. ولا يتأخرون عن تقديم الواجبات في الحزن والفرح .. لا تدري كيف تفسر لمن حولها سر دموعها .. لا تعلم كيف تبرر لفتاه الزينه دموعها التي تبعثر زينتها كل دقيقه .. لا تعلم لماذا لم تسمك بيد زوجها حين حاول ان يمسكها .. لا تعلم لماذا ظلت طوال حفل الزفاف .. جالسه في سأم .. منتصبه الظهر .. زائغه النظرات .. يملؤ وجهها الذهول .. وترسم على شفتيها ابتسامه صفراء .. لكنها تماسكت بدون بكاء .. حتى انتهت معظم الفقرات .. والتقط لها المصور و المدوعون مئات اللقطات التي تظهر فيها بضحكتها تلك الى جوار زوجها .. لكن تلك القوه لم تكن كافيه لاكمال الحفل .. فبمجرد ان ظهر .. وبمجرد ان مد يده ليصافحها .. انهارت .. بكت .. ووقتها سلمت .. بأن القصه انتهت .. و إلى الأبد

Followers

Pageviews Last 7 Days