ديمقراطية الزوجات



زوج صالح كنت ، لا أعصي أمرا لزوجتي ولا أتلكؤ في تلبية طلباتها في العسر واليسر ، فلقد كنت على يقين تام بأن طاعة الزوجة حتما تودي إلى راحة البال ، وتنعكس إيجابا على كافة شؤون حياتي ، لتضمن لي عيشا هانئا مليئا بالسعادة والاستقرار .





لم أجرؤ في يوم أن أتمرد أو أعارض أو أرفض أو أتمنع أو أشكك في خوفها على الصالح الأسري العام ، فأنا لست خبيرا في تسيير الشؤون الداخلية ، ولم يسبق لي تحمل عبء مسؤولياتها ، ومن كانت يده في الماء قطعا لن تكون كمن يده في النار ، ولهذا فأنا لم اتدخل في رسم السياسات الداخلية لمسار حياتنا ، واكتفيت بالجلوس خلفها وهي تقود المركب ، مقتنعا تماما أنها ستصل بنا إلى بر الأمان .





كنت أخاف إبداء الملاحظات ، أو المناقشة في البدائل والخيارات ، فزوجتي تؤمن بأن تعدد الطهاة يفسد الطعام ، وأنا بحكم خوفي من إثارة الفتن ، عزمت أمري على اجتثاث أي صوت يدعو إلى التمرد و العصيان ، ومشيت وراءها أهتف مؤيدا ومناصرا لرجاحة قراراتها ، مستعيذا من وساوس أفكاري المضادة لعكس المسير .





حتى جاء يوم قررت فيه أن أخلع جلد خنوعي ، وأثور على ديكتاتورية زوجتي ، بعدما حدثني صديقي عن زوجته الأوروبية ، مستهجنا ما أنا فيه من ذل وهوان ، فزوجته ترعرعت في بلاد تحكمها الديمقراطية ، ولم يسبق لها أن فرضت عليه تنفيذ أي أمر لايقتنع به قط ، بل إنها تستاء من مضي يوم لا تجلس فيه مع زوجها لعقد جلسة مشورة يتباحثان فيها في الاستحقاقات الأسرية القادمة .





مضيت إلى منزلي وأنا أهتف باسقاط نظام زوجتي الظالم ، وانضم إلى ثورتي أزواج يعانون من المصاب ذاته ، وقبل وصولنا إلى مقر وزارة داخليتنا ، نشاهد صديقي وهو يركض حافي القدمين في الطريق العام ، وزوجته الاوروبية تلاحقه وفي يدها هراوة غليظة تضربه بها وتصرخ : (( سأطهر منزلي منك ... Location ... Location ... Room ... Room ... Corner ... Corner ))


Followers

Pageviews Last 7 Days