عن روضه .. احكى

-
العمل فى مستشفى ريفي .. شيء يبعث على الملل و يساعد على تطاير أي معلومه طبية صحيحه تعلمتها فى يوم من الايام .. ليترك لك مجموعه من الادوية العقيمة التى لايتوافر سواها .. والتي تجد نفسك مضطرا ان تكتبها لمرضاك الفقراء الذين لايتحملون شراء الدواء الصحيح من صيدليات المدينه
-
وجود ملائكه صغار .. فى داخل هذه المباني العتيقه .. هو رائحه الحياة الوحيده التي تمكنك من قضاء ساعات النهار داخل تلك السجون المسماة مستشفيات ... و وجود (روضه) تحديدا هو ما يمكننى من الاستمتاع بتواجدى على المكتب المهترئ وسط حالات الديدان الطفيلية .. و شكاوى مرضى ارتفاع ضغط الدم التي لاتنقطع .. و خزعبلات العامل حول وجود اشباح تعبث بفتحه انفه وهوه نائم ليلا فى المستشفى
-
روضه .. هي ابنه احدى ممرضات المستشفى ... ستتعلم منها الحب حين تراها تضحك .. فقط لانك ضحكت .. او ربما لانك نظرت اليها فقط .. ستكتشف انك تلعب معها بتلقائيه فى كل مره تمد يديها اليك .. لن تبالى وقتها بنظرات المرضى الذين اعتادو ان يكون الطبيب وقورا .. هادئا .. صاحب ابتسامه ميكانيكيه بارده .. والذين يتهامسون الان حول الطبيب (العبيط) الذي يداعب طفله صغيره مستخدما سماعته الطبيه
-
روضه .. هى ملاكي الصغير فى هذه المستشفى الكئيبه .. روضه .. هى السبب الاكبر الذي يدفعني الآن الى الرغبه الجارفه الى سماع كلمه ( بابا ) من طفلى او طفلتي .. طفل يبقيني فى المنزل لساعات دون ملل .. طفل يبكى حين اتركه .. ويضحك حين آتي من الخارج مثقلا بمشاكلي فينسينى اياها .. طفل يكون قطعه من أمه ... يملك رقتها وذكاءها .. حدتها و حنانها .. جمال عينيها و حلاوة حديثها .. طفل يكون منكِ .. يذكرني دوما بكِ
-

Followers

Pageviews Last 7 Days