
عندما قلت لي هذا الكلام ، لجأت إلى كهف الصمت ، وما أسعفتني حروفي في إيجاد الرد ، ولكنني قررت اليوم أن أعترف لك بما أخفيته عنك منذ زمن ، وما كان من سبب لسكوتي سوى خوفي أن لا أكون من ارتضاه قلبك حبيبا واطمأنت له روحك رفيقا ، وها أنت تعترفين الآن بسرك ، وتلبين نداءات قلبي التي ما انفكت يوما عن التغزل بك وحدك ، فهل حقا لا تدرين إلى الآن أنك حبيبتي الأسطورية ؟
أنت في سمائي شمس لا تغيب ، وأوراقك ستكتسي غصون أيامي ولن تفارقها في شتاء أو خريف ، وأقدامك ستجدني أينما وطئت ، فلقد نثرت عشقك فوق كل حبة رمل على شواطىء البحار ، بل إنني طفل لا تجف دموعه إلا على صدر قلبك ، فكيف سأنساك وأنت تسكنين الروح وتجرين في عروقي سريان الدم ؟
كيف أنساك ؟ وأنا من قبلك ما عشت ، ومن بعدك أكون قد مت ، كيف أنساك ؟ بعد أن تذوقت حلاوة الحب ، وأدركت جنة العشق ، كيف أنساك ؟ وأنت من تستدل بك الخلائق على عنواني ، كيف أنساك ؟ وقد أغلقت كل الأبواب المؤدية إلى قلب امرأة غيرك .
أتدرين كم انتظرت حتى عثرت عليك ؟ أتدرين كم بحثت عنك ؟ أتدرين كم مضيت في دروب مجهولة للوصول إليك ؟
خانتك ظنونك صدقيني ، لأنني سألقي بكل أوراق الاعترافات في هذه اللحظة أمامك ، ولن أكترث لما قد يحدث لي بعدها ، فقد علمتني التجارب أن الاعتراف بالحب أمام المرأة مدعاة لجفائها ، ولكنني أعشقك حد الجنون ، وهذه حقيقة راسخة في تاريخ قلبي ، ولكن حذار أن تنامي قريرة العين إذا سفكت أنوثتك دماء لوعتي ، فقلبي ليس كسفينة الصحراء يكابد الظمأ طويلا ، فارويه قدر استطاعتك ، لأنه لا يتلذذ إلا بعذوبة ماء منبعه قلبك أنت .