تنتابني هواجس عديدة عندما أشاهد المسؤولين والمدراء ورؤساء مجالس الإدارات في مختلف القطاعات وأسأل نفسي أنني لو كنت في مكان أي منهم فماذا تراني سأفعل ؟هل كنت سأخوض المعارك من أجل السيارات الفاخرة التي سأركبها أنا وعائلتي والقصور التي سنعيش فيها وديكورات المكتب الذي سأجلس فيه والرواتب والأجور والمكافآت والمزايا التي سأحصل عليها ؟
هل سيكون لي هم يؤرقني سوى كيفية ظهوري أمام وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية منها والأجنبية ؟
هل سأفكر عند تطبيق استراتيجية ضبط النفقات أن أطبقها على راتبي أولا ؟
هل سأسمح بتعيينات للوظائف تتم على أساس الكفاءة أم أنها ستكون ضمن السياسات المتعارف عليها من المحسوبيات و ( الواسطة ) ؟
هل من الممكن أن يكون لي سكرتير وليس سكرتيرة ذات مواصفات جودة عالية من الأناقة المتمثلة في ملابس الملاهي الليلية ؟
هل سأحترم وجهات النظر المخالفة لرأيي في الاجتماعات التي سأعقدها أم أن الذي يجرؤ على مخالفة رأيي سأرسل له بطاقة دعوة مجانية إلى منزله ليرتاح فيه ؟
هل من الممكن أن أعترف أنني أخطأت في قرار اتخذته وأتراجع عنه وأتحمل مسؤولية ذلك وحدي أم أنني سأبدأ بالبحث عن كبش فداء من الموظفين ليتحمل وزر ذلك الخطأ وأنه المتسبب فيه ؟
هل سأكون متواضعا وأعلم أبنائي أن يكونوا كذلك أم أنني سأتقن سياسة الغرور والنرجسية وأوبخ أولادي إذا فشلوا في تطبيق سياسة أن يعيثوا في الأرض فسادا ؟
هل سأكترث لخدمة المواطن البسيط وتكون أبوابي مفتوحة له في كل وقت وحين ؟
هل ستكون مصلحة مجتمعي وأبنائه لها الأولوية على مصلحتي الشخصية ؟
هل من يتوجهون بالنقد والهجوم على المسؤولين في مواقع السلطة المختلفة يسألون أنفسهم تلك الأسئلة أولا ويستطيعون الإجابة عليها بموضوعية وحياد ؟